يوميات مُراجعة مستشفى

أهلًا يا أصدقاء،

لقد رُزقت -لله الحمد والمنة- بطفلي الثالث في مطلع الشهر الماضي ، وبما أنني كنت أزور المستشفى بشكل شهري ثم بشكل إسبوعي في الشهرين الأخيرين للحمل لأجل المواعيد الروتينية، لاحظت عدة تأملات تستحق المشاركة.

من عادتي أن اختار كل مواعيدي في الصباح الباكر جدًا، حتى تكون المستشفى أقل ازدحامًا، ويتسنى لي توصيل ابنائي للمدرسة ثم الذهاب للموعد، وقد لا حظت بأن مواعيدي الصباحية تتزامن مع زيارة عدة من الأمهات الأجنبيات من الجنسيات البريطانية والكندية والأمريكية والفرنسية، أي باختصار أمهات من العالم الأول.

وقبل أن أبدأ في سرد التأملات، أريد أن أنوه بأن الموضوع ليس إعجابًا بالغرب وتحقيرًا للعرب، بل هو أشبه بما قال عباس خضر “كنا نريد الثقافة الأوربية على أن نتلقاها ونحن واقفون على أرض عربية، لا نقبل شيئًا يمس كياننا وشخصيتنا العربية، بل نطلب ونرحب بما يتآخى مع ثقافتنا ولا يتنافر مع قيمنا، وكنا نريد أن نقطف الورد ونحاذر الشوك.”

ومن هذا المنطلق أردت مشاركة هذه التأملات، لنستفيد من صفات حميدة اتصفوا بها، ونحن تخلينا عنها.

المظهر:

اتصفت الأمهات الأجنبيات ببساطة المظهر وأناقة الملبس المناسبة للمكان، فلم أرَ أي منهن تلبس تلك الأحذية المخملية التي بلغ سعرها ٣٠٠٠ ريال ولم أرَ ملابس متكلفة ومظهر مبالغ في الأناقة ومساحيق التجميل.

استثمار أوقات الإنتظار:

أكثر ما شد انتباهي هو عدم استعمالهم هواتفهم في أوقات الإنتظار، لم أشاهد ولا أم تقضي وقتها على هاتفها. فهي إما تقرأ في كتاب أو تتحدث مع طفلها أو ببساطة لا تعمل شيء سوى الجلوس والإنتظار وعدم الإنشغال بشيء.

المزاج:

كل الأمهات التي رأيتهن كان مزاجهم رائق بشكل “مُستغرب” وأقول ذلك لأنني أعرف أنهن لا يملكن الإمتيازات التي نملكها نحن من خدم وحشم وأهل يعيشون حولنا للمساعدة، فيكون عبء رعاية الأطفال على الجميع وليس على الأم وحدها كما هي الحال عند الأمهات الأجانب. وبرغم من هذا كنت أرى أن نفسية الأم المواطنة تضيق ذرعًا بطفلها وبطلباته، بل لم أرَ أي أم تتبادل أطراف الحديث مع طفلها، فهو إما مع الخادمة أو بصحبة الهاتف أو الآيباد. أما الأم الأجنبية فهي تتحدث مع طفلها بكل اهتمام وتضحك معه وتلاعبه.

الطعام:

نظرًا لأن الموعد صباحًا، فإن أغلب المراجعين يأكلون طعام الإفطار في المستشفى، كل الأمهات الأجنبيات التي رأيتهن، كنّ يحملن معهن علبة طعام فيها أكل صحي لهن ولأطفالهن، فتلك تأكل فواكة مقطعة والأخرى تحتسي القهوة من كوبها الحافظ للحرارة التي أتت به من المنزل.

الأطفال:

لم أرَ الأطفال بصحبة أي نوع من شاشات، فهم إما يتحدثون مع أهلهم، أو يقرأون، أو يلعبون بألعاب قد أتوا بها من المنزل.

اللغة:

كل الأمهات الأجنبيات يتحدثن مع أطفالهن بلغتهم الأم، إلا المواطنات فإنهن -وأسفاه- يتحدثن مع أطفالهن باللغة الإنجليزية.

وبعد هذه التأملات، أخذت أفكر كيف استطيع استثمار أوقات الإنتظار، فااشتريت كتب ووزعتها في ٣ أماكن متفرقة في غرف الانتظار وكتبت عليها بأنها وقف خيري، أما على الصعيد الشخصي فإن كنت لوحدي فأنا غالبًا معي سبحتي واستمع إلى بودكاست، وإن كان معي طفلي الكبير فإننا نحاول مراجعة قراءة كلمات في بطاقات أحملها معي دومًا.

ماذا عنكم يا أصدقاء، كيف تستثمرون أوقات الإنتظار؟ شاركوني في التعليقات.


6 thoughts on “يوميات مُراجعة مستشفى

  1. مبارك لك المولود، وحمدلله على سلامتك،
    صحيح ما ذكرتي، لاحظته ايضا عندما كنت اراجع المستشفى في صغيري، كنت أتمنى لو تسمح لي الفرصة لتبادل الحديث مع أحدهم، الجميع يبدو منغلق على نفسه في عزلته مع جواله.

  2. و الله اشتقت لك يا مها بس عوضتينا بخبر جميل و مبهج الله يحفظكم لبعض
    الحمد لله على سلامتك و يا رب دائما اشوفك باحسن الاحوال
    و احمد الله على وجود هذه المدونة المباركة و النافعة بكل ما تعنيه الكلمة
    تحياتي القلبية لك يا غالية

اترك رد