قائمة ١٠٠ حلم

اهلًا يا أصدقاء،

تحدثت في التدوينة السابقة عن كيف أخطط لسنتي، وقد تحدثت عن دفتر الأحلام بشكل مختصر، وهنا في هذه التدوينة سأتكلم عنه بالتفصيل.

استوحيت هذه الفكرة من الكاتبة الأمريكية لورا فانديركام، وهي كتابة قائمة غير منقحة بكل ما تريد أن تحققه أو تملكه أو تجربه أو تتقنه أو تخصص له وقت وحيز من عمرك.

قد تحتوي هذه القائمة على أهداف دينية أو مهنية أو شخصية أو استجمامية أو ترفيهية، وعلى الأماكن التي تود زيارتها أو التجارب التي تتمنى خوضها في حياتك. باختصار أي شيء يطرأ على بالك.

ستكون أول ثلث لهذه الأحلام، كبيرة وطويلة الأجل مثل زيارة استراليا مثلًا أو حفظ القرآن الكريم أو دراسة الماجستير، لكن الثلث الأخير سيكون أحلام صغيرة وسهلة التحقيق مثل: طباعة الصور من الجوال وترتيبها في ألبومات أو التخييم في البر والمبيت لمدة يومين في الشتاء، أو زيارة حديقة الحيوانات مع الأطفال، أو كفالة يتيم لمدة سنة.

لماذا ١٠٠ حلم؟

إن العبرة في العدد ١٠٠ أنه كبير لدرجة أنك ستواجع صعوبة في التفكير بماذا فعلًا تريد أن تحقق في حياتك، وكيف تستغل أوقات أفراغك.

ما فائدة هذا التمرين؟

  • والفائدة من هذا التمرين كبيرة جدًا لأن أغلب الناس يشتكون من عدم وجود الوقت لممارسة أي شيء يرغبون به، لكن الحقيقة هي أنهم غالبًا لا يعرفون مالذي يودون فعله حقًا في أوقات الفراغ. وكنتيجة لذلك حالما تظهر أوقات الفراغ أو الإستجمام، لا تُستغل بشكل نافع أو على الأقل بشكل جدير بالتذكر، لذا تذهب غالبية أوقات الفراغ في تصفح قنوات التواصل الإجتماعي بلا هدف، أو مشاهدة فيديوات يوتيوب واحدًا تلو الآخر.

  • إن قائمة ١٠٠ حلم تمدك بالخيارات، عندما تكون ظهرية يوم الجمعة هادئة وبلا مخططات، يمكنك طباعة تلك الصور أو عندما تتأجل رحلة العمل، يمكنك التخييم في البر مثًلا، أو أن لا تشترِ شيئًا في موسم التخفيضات حتى تدخر لكفالة يتيم.

  • وأحيانًا، الأشياء التي لم نحققها، تحتل حيز من تفكيرنا أكثر مما تستحق، فمثلًا إحدى الأمهات، أمنيتها أن تتعلم الخياطة فهي أحد أحلامها منذ أن كانت صغيرة، وظل هذا الحلم يترحل سنة تلو الأخرى. إلى أن جربت مرة وسجلت في ورشة عمل قصيرة للخياطة، واكتشفت أنها لم تحب التجربة ولا تريد أن تستثمر فيها وقتها لأنها فعلًا غير ممتعة لها. وأخيرًا تنازلت عن هذا الأمنية الذي ظلت تحاصرها لسنوات.

  • القائمة قد تستغرق عدة أيام للتفكير بها وكتابتها، فلا داعِ أن تنتهي كلها في جلسة واحدة.

١٠٠ حلم من منظور إسلامي:

يجب أن تكون هناك أحلام آخروية في القائمة حتى ترتوي الأنفس، وتتسامى عن الدون.

لا يعقل أن تكون كل الأحلام ترفيهية أو دنيوية بحتة. ويجب أن تكون هناك أحلام آخروية طويلة الأجل وأحلام سريعة التحقيق.

وكما قال ابن القيم: “اشترِ نفسك اليوم، فإن السوق قائمة والثمن موجود والبضائع رخيصة، وسيأتي على تلك السوق والبضائع يوم لا تصل فيه إلى قليل، ولا كثير ذلك يوم التغابن، يوم يعض الظالم على يديه.”

أمثلة على ١٠٠ حلم:

جمعت لكم عدة أمثلة للتوضيح فقط..

  • حفظ جزء عم
  • القراءة الجهرية كل يوم للأطفال
  • تجربة مترو الرياض
  • التعرف على صديقة جديدة لديها أطفال
  • اقتناء كل كتب الشيخ علي الطنطاوي
  • التعلم على فنون الإستثمار
  • حضور مدرسة لتعليم الطهي في فرنسا
  • عدم ضغط زر الغفوة في المنبه لمدة ٣٠ يوم
  • تركيب أحجية من ٣٠٠ قطعة
  • المحافظة على صلاة الفجر في وقتها

اقتراحات أخرى:

  • لقد اتفقت أنا وبنات خالتي السنة الماضية أن نعمل هذا التمرين سويًا ثم نجتمع في مقهى هادىء للنناقش الأحلام ونستلهم اقتراحات من قوئم بعضنا. كانت جلسة جميلة جدًا، ضحكنا كثيرًا وحلمنا أكثر، واللطيف في الأمر أن كان هناك حلم واحد مشترك ظهر في جميع قوائمنا بتفاصيله كاملة.

  • افهم أنه قد يكون كتابة هذه القائمة موترة للبعض، وهي قد تكون كذلك إذا طالبت نفسك الوفاء بها كلها وعدم واقعية بعضها. هي ليست لوح محفوظ، هي مجرد آداة تعينك على فهم كيف تريد أن تقضي وقتك وتستثمره.

مخرج:

” إني لأكره أن أرى أحدكم سبهللاً لا في عمل دنياً ولا في عمل آخره”

-عمر بن الخطاب رضي الله عنه

ماذا عنكم يا أصدقاء، هل قد كتبتم قوائم مشابهة؟ و مالذي جذبكم في هذه الفكرة؟

شاركوني في التعليقات


4 thoughts on “قائمة ١٠٠ حلم

  1. كنت أبحث عن هذا المقال الذي يضم قائمة المئة منذ مدة طويلة ووجدته الآن من خلال تدوينتك! شكرًا!

اترك رد