كيف نحفظ ميراث الطبخ العائلي: تجارب عملية

أهلًا يا أصدقاء،

لقد كتبت قبل عدة أيام عن موضوع حفظ ميراث الطبخ العائلي ولم أتوقع كمية التفاعل (من أكثر الأمور التي تبهج قلبي وتحمسني للكتابة فشكرًا لكم)

وقد طرأت على بالي بأن أجمع عدد من الأفكار العملية التي تهدف إلى حفظ ميراث لكل عائلة، إن أردتم تطبيق ما يناسبكم.

سأبدأ أولًا بذكر أمثلة شخصية من حياتي ثم من شخصيات جمعتها من عدة مقالات على الإنترنت:

في أيام الحجر أرسلت لي صديقتي ملف بي دي اف تحت عنوان “الطبخ المنزلي السهل” يحتوي على أكثر من ٥٠ وصفة من وصفات بيتها المعتمدة والوصفات التي تعلمتها من عمتها وأمها وخالاتها، كتبت بجانب كل وصفة من أين تعلمتها (فرحت كثيرًا بأنها ضمنت وصفة الكوكيز الشهير الذي وبعد ٣ سنوات من نشره، لازلت اتلقى العديد من الرسائل بشأنه)

استخدمت صديقتي برنامج كانفا وكتبت الوصفات على القوالب الجاهزة والمجانية، وبعد ذلك أرسلته لكل الأشخاص المهتمين في دائرتها. أحببت فكرتها جدًا، وقد تكون هدية مثالية لأي عروس مقبلة على الزواج لتتعلم طبخات حميمية على مهل.

وهناك صديقة أخرى (دائمة التنقل ولا تملك عنوان سكن ثابت) كتبت جميع وصفات عائلتها والوصفات التي جمعتها من مختلف مطابخ العالم نظرًا إلى تنقلها الكثير طوال ١٨ عامًا بسبب طبيعة عملها، في ملف على قوقل درايف. مقسم بشكل رائع وتستطيع الوصول إلى أي وصفة أو إرسالها في غضون ثواني.

google

أما الأفكار التي جمعتها من الإنترنت للإلهام:

  • تقول إحدى المدونات بأن جدتها طلبت من أحفادها الستة عشر وابنائها الثمانية بأن يكتبوا لها يصفون طبق مفضل يحبونه من إعدادها، وأي قصة أو ذكرى متعلقة بهذا الطبق. وهي بدورها ستملي الوصفات لكل الأطباق التي تصلها من الأبناء والأحفاد على إحدى بناتها لتكتب كل الوصفات بالتفاصيل. جمعت هذه الإبنة كل الوصفات والقصص المصاحبة للوصفات وأخرجت منها كتاب ساحر يضم إرث الجدة الماليزي الأصيل وأرسلته إلى جميع الأبناء والأحفاد الذين هاجروا من البلاد وأصبح هذا الكتاب جسر التواصل بينهم وبين أصولهم الماليزية، وبين جدتهم الذي أصبحوا يهاتفونها عبر الفيس تايم كلمّا أعدوا وصفة من الكتاب.

  • وتقول ثانية، إن أجمل هدية تلقتها على الإطلاق كانت من أمها، حيث طلبت الأم من كل فرد من أفراد عائلتهم الممتدة بأن يكتب بخط يده وصفة مفضلة ومعتمدة في بيوتهم، وأن يزودها بصورة حديثة لهم. قامت الأم بوضع الوصفات في ألبوم صور بديع وأضافت تحت كل صورة للشخص وصفته المفضلة.

  • وتقول ثالثة، أن أمها تحتفظ بملف فيه وصفاتها التي طبختها لنا طوال ٣٠ عام، كما أنها أضافت وصفات الت تعلمتها من جدتها أيضًا. وكلمسة شخصية وضعت صورها (الأم) وهي تطبخ في أول مطبخ لها، وصور أطفالها حولها عندما كانوا يساعدونها في المطبخ، وبعد ذلك صور أحفادها وهي تعلمهم خبز الكعك. وهي لا تزال حتى اليوم تضيف الوصفات والصور لملف الطبخ التاريخي لعائلتنا.

  • وتقول رابعة، بأن أمها أهدتها يوم زواجها صندوق وصفات خشبي محفور عليه إسمها (العروسة)، وبداخله مجموعة من بطاقات الوصفات التي طلبت من جميع قريباتها من العمات والخالات وبناتهن كتابة وصفاتهن المفضلة بخط أيديهن، حتى تبدأ حياتها الجديدة وهي مزودة بطبخات موثوقة وناجحة.

  • وتقول خامسة بأن أم زوجها أهدتها صندوق وصفات خشبي كذلك، يحتوي على الوصفات المفضلة التي يحبها زوجها منذ أن كان طفلًا. حتى تطبخ له وصفاته المفضله ويتحدثان عنها وعن الذكريات المصاحبة للأطباق وبالمستقبل تعدها لأطفالها.

وهنا ٣ طرق مبتكرة للحفاظ على الوصفات العائلية:

وأخيرًا أحببت أن أشاركم مقطع أعجبني لإيمان قزاز، التي أصبحت أيقونة للطبخ التقليدي السعودي وكيف كانت بداياتها. الغريب بالأمر بأنها لم يكن لديها أدنى فكرة عن المطبخ السعودي بتاتًا، وأن أول مره زارت السعودية وهي عمرها ٢٨ سنة! أعتقد أنه أمر مشجع ومحفز لنا بأن نتقن الطبخ التقليدي السعودي لا سيما ونحن نشأنا منذ الطفولة ونحن نأكله.

وأنتم يا أصدقاء، ما أكثر فكرة أعجبتكم لحفظ ميراث الطبخ العائلي؟ شاركوني بالتعليقات


One thought on “كيف نحفظ ميراث الطبخ العائلي: تجارب عملية

  1. في رمضان الماضي كنت أقضي وقت ما قبل الإفطار مع أمي حفظه الله وأسألها عن الطعام في الماضي، أمي من الجيل السابق الذي عاش ما قبل تأسيس الإمارات وقد كانت حياتهم صعبة لكنهم كانوا يعدون ويصنعون أنواع الطعام وبما هو متوفر لهم، كنت أسأل وأفكر كيف سأكتب ذلك لأنني أود تأليف كتاب عن هذا الموضوع وكيف كانت حياة الناس قبل الاتحاد.

    الآن موضوعك يجعلني أعيد التفكير في الأمر، ربما علي أن أبدأ بالأبسط وأجمع قصص أمي وما تصفه من وجبات وأصنع كتاب طبخ عائلي لعائلتنا ومن هذا الكتاب يمكن أن أتوسع للبحث في الموضوع على مستوى الإمارات، هذا ما سأفعله وبإذن الله أدون الأمر كله في مدونتي، كل الشكر والتقدير 🙂

اترك رد