
اهلًا يا أصدقاء،
لم أنضم إلى أي مخيم صيفي في طفولتي، كان حلم من أحلامي أن يتم استغلال إجازتي بشكل مفيد، لكن لم تكن الفكرة واردة آنذاك. فصممت أنا مخيمي الصيفي بنفسي، وكتبت الجدول والأهداف وكل المهارات التي أود أن اكتسبها. منذ صغري كنت أود أن أصبح كاتبة، فاقترح أبي أن اراسل مجلة أطفال وأرسل لهم مشاركاتي، أعجبتني الفكرة. أرسلت لهم صورتي ونبذة عني وعن أحلامي وطموحاتي، وفوجئت بأنهم نشروها في العدد الجديد. وأعجبتني الفكرة وأصبحت أرسل لهم شهريًا مشاركة، بل أنني انتحلت اسماء إخوتي الذكور حتى أرسل المزيد من المشاركات في العدد الواحد.
ظل هاجس المخيم الصيفي حاضرًا طوال حياتي، وقد وعدت نفسي بأن لا أحرم أطفالي من هذه الفرصة إن سنحت لهم، وأن أخصص لهم نشاط معين لتجربته في الصيف حتى يكتشفون هواياتهم ويتعرفون على مجتمع جديد.
كنت قد قررت هذا الصيف بأن لا أشرك ابني بأي مخيمات صيفية، لصعوبة التنقل مع أخيه الذي لازال يحتاج إلى قيلولتين باليوم. واكتفيت بحلقات تحفيظ القرآن عن بعد لمدة شهر، والنشاطات المنزلية المتنوعة.
إلا أن قالت لي إحدى صديقاتي المقربات بأنها ستجرب أن تحول بيتها إلى مخيم صيفي لمدة اسبوعين وستسضيف مجموعة صغيرة من أطفال من الأقرباء. لم استطع أن أفوت الفرصة، خصوصًا وأن أطفالها أصدقاء طفلي ويحب صحبتهم كثيرًا.
أرسلت لي جدول المخيم، وسجلته فورًا.
استمتع طفلي جدًا في التجربة، وكان يرجع كل يوم محمل بالقصص والتجارب. وأعجبتني مبادرة صديقتي التي حلت مشكلة شائكة في مجتمعنا وهي عدم استطاعة جميع الأهالي إلحاق أطفالهم بمخيمات قريبة منهم. واستضافت مجموعة صغيرة من الأطفال في بيتها وصنعت معهم أجمل الذكريات مع المحافظة على الإجرائات الإحترازية والعدد المسموح به للتجمع. أعجبني قوة حسها المجتمعي. بالإضافة إلى ذلك طلبت المساعدة من ابنة جارتها ذات الثلاثة عشر عامًا في ترتيب النشاطات للأطفال و وابنها ذو التسعة أعوام في التصوير ومرافقة الأطفال للسيارة والتأكد من أن والديهم في السيارة.
كانت أعمار الأطفال المشاركين مابين ٤ إلى ٧ وسأشارك معكم الجدول بالتفصيل، لأنني أود فعلًا أن تنتشر هذه الثقافة بين المجتمعات الصغيرة.
الجدير بالذكر بأن بيت صديقتي متوسط الحجم “ديبلوكس” وليس به مساحات هائلة كما سيتخيل البعض، المكان الرئيسي لعمل نشاطات الأطفال كان غرفة الطعام بعد أن فرشت السفرة بمفرش بلاستيك، والمجلس المصاحب بعد أن ضبت الكراسي وأصبح مساحة خالية. يمكن أكثر ما يميز بيتها هو وجود مسبح في الباحة الخلفية، لكن لا آراها مشكلة ابدًا إن لم يكن بيتك فيه مسبح، يمكنك الإستغناء عن نشاط السباحة أو الإستثمار في مسبح كبير الذي يصاحبه فلتر كهذا إن كانت عندك مساحة تكفيه.
الجدول كالأتي:
اليوم الأول
النشاط:
- تعريف الأطفال بأنفسهم وشرح فكرة المخيم والقوانين التي يجب على الأطفال اتباعها.
- شرح فكرة العادات الغذائية الصحية وكيف يمكن للطفل أن يأكل بتوازن بحيث يكون٨٠٪ من أكله صحي
- صنع دونات وتزيينها بالشوكلا السائلة ورقائق السكر الملونة sprinkels.
- صنع عصير طازج يختار كل طفل مكونات عصيره ويعصره (بالعصارة بمساعدة صديقتي).
المواد الازمة:
- عصارة.
- فواكة للعصير.
- خليط كيك بالفانيلا من بيتي كروكر.
- سائل الشوكلا من هيرشيز.
- رقائق السكر الملونة.
- علب بلاستيكية صغيرة للعصير لكل طفل.
- آلة صنع الدونات (يمكن استبدالها بآلة صنع الوافل أو البان كيك)
- صحون بلاستيكية عميقة لوضع المكونات وآداة للخفق لكل طفل.
- صحون بلاستيكية للدونات.
اليوم الثاني
النشاط:
- تعريف الأطفال بمعنى النشاط الحركي والتمارين الرياضية وأهميتها في حياة الإنسان.
- إعطاء أمثلة على رياضات مختلفة والتحدث عنها مثل (كرة القدم، والتزلج وكرة السلة).
- ممارسة التمارين الرياضة لمدة عشرين دقيقة مع الأطفال.
- إجراء مباراة كرة قدم بين الأطفال.
- وجبة خفيفة بعد المباراة (موز وحليب وماء وتشبس)
المواد الازمة:
- كرة قدم ومرمى.
- وجبة خفيفة.
اليوم الثالث
النشاط:
- تعريف الأطفال بالحيوانات الأليفة وكيفية التعامل معها والإهتمام بها.
- تشغيل فيديو قصير فيه أطفال يعتنون بقطة.
- قراءة قصة عن الحيوانات الأليفة (قصة رحلة قطار من تأليف إيمان الخطيب).
- عمل فني على شكل عصفور البطل في القصة.
المواد الازمة:
- قصة
- أوراق ملونة، وعيون متحركة، وريش، وكرات القطن الملونة
- دباسة وصمغ
اليوم الرابع
النشاط:
- التحدث عن الأم ودورها في العائلة والمنزل.
- كتابة رسالة للأم.
- صنع اسوارة فيها اسم الطفل والأم من الخرز .
المواد الازمة:
- أوراق بيضاء
- ألوان إكريلك
- مجموعة فرش للرسم
- صحون لخلط الألوان
- مرايل بلاستيكية لحماية ملابس الأطفال
- خرز ملون وحروف ملونة
- مطاط للإساور
- مقص
اليوم الخامس:
النشاط:
- التحدث عن كيفية حماية البشرة تحت الشمس عن طريق استعمال كريم واقي الشمس
- التحدث عن النظافة الشخصية.
- السباحة.
- وجبة ما بعد السباحة.
المواد الازمة:
- كل طفل يحضر ملابس السباحة، والعوامات، والمنشفة الخاصة به
- كريمات واقي شمس
- تشبس حجم كبير
- جالون آيس كريم بالفانيلا ومغرفة
- سائل الشوكلا والفروالة من هيرشيز
- ورقائق السكر الملونة sprinkels
- شواية
- خبز ميني برقر
- ميني برقر دجاج
- كاتشب ومايونيز
- صحون وملاعق بلاستيك
اليوم السادس
النشاط:
- التحدت عن الأب ووظيفته ودوره في العائلة والمنزل.
- كتابة رسالة للأب
- صنع قناع واقي للأب (الأعمال الفنية في زمن الكورونا).
المواد الازمة:
- أوراق بيضاء
- أقلام للتلوين
- أقمشة
- مطاط
اليوم السابع
النشاط:
- التحدث عن إيطاليا، وبعض المدن المشهورة فيها.
- التحدث عن أهم الأطباق الإيطالية مثل البيتزا والتراميسو.
- صنع بيتزا.
- صنع تراميسو.
المواد الازمة:
- عجين للبتزا وصلصة طماطم وجبن موزريلا ونقانق
- بسكويت الأصابع ومغلف كريمة ونسكافية
اليوم الثامن
النشاط:
- مشاهدة فلم كرتون لوكا
المواد الازمة:
- بروجكيتر منزلي (التلفاز يغني عن ذلك)
- فشار
كتبت هذه التجربة بالتفصيل حتى أشجع الأمهات على أن يتبنوا أي فكرة في جمعاتهم القادمة ويفعلونها مع أبنائهم، واستعمال الموجود عندهم، وأخذ الإلهام من صديقتي لأنها حتمًا ألهمتني.
أخيرًا، سألت صديقتي ما أكثر ٣ دروس استفادتها من هذه التجربة وكان ردها:
- أولًا شخصية الأطفال جدًا مختلفة عندما يكونون وحدهم بلا أمهاتهم ومع أقرانهم. وسعدت بالتعرف على هذه الوجه الآخر منهم.
- ثانيًا كسب انتباه وتركيز الأطفال بالكامل سهل عند وجود نشاط ممتع ومناسب لسنهم.
- ثالثًا صعوبة السيطرة على الأطفال لو كان فرق العمر بينهم كبير، فالأنشطة ستكون سهلة عليهم وسيفقدون الإهتمام. لذا يجب اختيار مرحلة عمرية متقاربة.
تنويه: قبل تطبيق الفكرة الرجاء التأكد من التزام الإجراءات الإحترازية المتبعة والأعداد المسموح بها في التجمعات.
ماذا عنكم يا أصدقاء، هل كنتم من راود المخيمات الصيفية في صغركم؟ وما أجمل ذكرى لكم في مخيم صيفي؟
رائعة الفكرة وملهمة يا مها 🤍🙏
وياليت في يوم تحدثينا عن تجربتك في تربية عدة اطفال 🥺
لدي طفلة عمرها ٣ سنوات ونصف
ركزت معها كثير واعطيتها كل وقتي واهتمامي
ثم حملت بطفلي الثاني
تعرضت لعدة وعكات صحية
فأهملتها تماما 🥺
اشعر بالتأنيب كثيرا
والآن قاربت على الولادة
وبدأت لدي حالة الذعر من عدم العدل والاهتمام بالطفلين 🥺
اهلًا يا ليلى، مرحبًا بك
وألف مبروك، الله يتمم لك على خير..
الأمومة صعبة ومتعبة، لكنها جميلة. وصراحة أحببت تجربة الطفل الثاني أكثر.
ستكونين أكثر نضجًا وتقبلًا للمرحلة، وستستمعين بكل مراحلها لأنك ستعرفين أنها ستمر سريعًا.
أما بالنسبة للشعور بتأنيب الضمير، طبيعي لكن لا تتركي نفسك تأسفين على حالك كثيرًا. وحاولي التعويض بالنوعية وليست الكمية.
أنصحك بسماع حلقة هبة حريري “الوقت النوعي” وأتمنى أن تجدي فيها ما يساعدك!
دمتي بود