
اهلًا يا أصدقاء،
كتبت هذه النصائح لأختي التي تخرجت هذا العام وستباشر بوظيفتها الأولى هذا الشهر، طلبت من زوجي وإخواني وصديقاتي أن يرسلوا لي أثمن نصيحة ممكن أن يقدموها لشخص يتوظف أول مره بعد التخرج، أو نصيحة تمنوا أن يقدموها لأنفسهم قبل الوظيفة وجمعتها ثم أعطيتها أختي في الأسبوع الأول لها، ثم فكرت بإعادة كتابتها هنا في المدونة لأنني أعرف أن شريحة كبيرة من قراء المدونة على وشك التخرج والإلتحاق بأول وظيفة لهم.
القراءة
- إن أكثر شيء ممكن أن يجعلك مميزة واستثنائية هو القراءة. لا أذكر في حياتي أن قابلت شخصًا مميزًا وأفكاره إبداعية وآرائة متزنة وكلماته منتقاة وحضوره طاغِ وشخصيته جذابة إلا واكتشفت فيمَ بعد أنه قارئ نهم. لا تكتفي بالقراءة في مجالك، بل نمي ذائقتك واقرأي في موضوعات لا تشبهك وابني معرفتك.
المظهر الخارجي
- لا شيء يفرض الإحترام مثل الإحتشام، إنه الصورة الأولى التي تتكلم عنك قبل أن تنطقي بأي كلمة. قد يكون من الرائج الآن عدم لبس الطرحة واستخدام العباية كأنها معطف خفيف، وقد تكونين أنتِ الوحيدة التي تحافظ على لف الحجاب بدون إظهار شعرها وقد تشعرين بأنك أنتِ الغلط وهم الصح. لكن تذكري أن الله لا يأمرنا بشىء اعتباطًا، وأنك إن قدمتي طاعته على ما تشتهيه نفسك، سيجازيك ويعطيك أكثر من أمانيك.
- لا تكثري من الزينة والعطور والمكياج، تذكري بأنك محاطة بين رجال فلا تظهري كامل زينتك، سيكون تقييمك على عملك وليس على جمالك. كوني مرتبة ونظيفة وزيك رسمي دائمًا حتى وإن كان الجميع يرتدي sweat pants لا تخضعي لذلك.
- وتذكري أن الإحتشام لا يشمل فقط الملبس، بل حتى بالتعامل مع الرجال. نحن الآن نعمل معهم وقد يكون مكتبك بجانب مكتب زميل، لكن ضعي حدود في التعامل وتذكري بأنك مهما رأيتيه كل يوم إلى أنه في النهاية رجل غريب. كوني رسمية ومهنية في التعامل معهم، مهما حاولوا المزاح أو الإستظراف أو رفع الكلفة، كوني لطيفة لكن حازمة.
- استثمري نقودك في شراء حذاء رسمي ومريح، وإن كنتي من هواة الأحذية الرياضية، فيمكنك الحصول أحذية رياضية مريحة ورسمية مثل أحذية ماركة “كولهان” . لا تنساقي وراء الموضة في شكلك. فلا تسحبي الشبشب وأنتي تمشين (صدقيني رأيت هذا المنظر كثيرًا) ولا تلبسي تلك الأحذية الرياضية الضخمة.
اللغة العربية
- إنه من الرائج الآن التحدث باللغة الإنجليزية والتباهي بها، لكن تذكري بهذا الوقت، الكل يتقن الإنجليزية لكن القلة من يتقن العربية. ستتفاجئين من كمية الأشخاص الذين لا يحسنون كتابة الخطابات بالعربية، بل أن الأسهل عليهم أن يكتبونها باللغة الإنجليزية أولًا ثم يترجمونها. وستتفاجئين من الأخطاء الإملائية البديهية. قوي لغتك العربية، وافتخري بها إنها جزء من هويتك، وتذكري أن أول ظاهرة لسقوط الأمم هي تلاشي استعمال لغتهم الأم، وإن دول الإستعمار فور احتلالها الدول، تجعل اللغة الأولى في التعاملات هي لغتها، وتحاول بالتدريج تقليل أهمية اللغة الأم، حتى تطمس هوية الشباب.
التعاملات والمهارات:
- يقول الطنطاوي لا يوجد تبرير لسوء الخلق إطلاقًا لا نفسية سيئة ولا مزاج متعكر ولا غيره. والمحترم الخلوق مهما مر بظروف صعبة يبقى محترمًا خلوقًا. تميزي بحسن الخلق، فإنه الأثر الوحيد الذي يبقى. يكثر في أماكن العمل القيل والقال، اجتنبي ذلك تمامًا وكوني الطرف المحايد قدر الإمكان.
- تحكمي بمشاعرك. وكوني ذكية عاطفيًا ولا تشخصني المواضيع. الذكاء العاطفي مهارة مكتسبة، وحينما تتقينها ستتحسن جميع أمور حياتك (للمزيد كتاب: العقل فوق العاطفة).
- اسألي عمّا لا تفهمينه بكل وضوح، لا تخافي بأن يظن أحدهم بأنك “غبية” أو “صعبة الفهم” لا تتظاهري بأنك قد فهمتي، فقط ارفعي يدك بكل وثوق واسألي.
- تعلمي كيف تسوقين لنفسك بدون مباهاة، والتحدث عن إنجازاتك بدون غرور. هناك شعرة خفيفة بينهما.
- انتهزي كل فرصة للتحدث أمام الجمهور، وتحدثي عن أفكارك بثقة وعرض جذاب.
- لا تنتظرين أن تتوفر فيك جميع الشروط المطلوبة لتقديم على وظيفة شاغرة أو طلب ترقية، اطلبي ما تستحقينه واعرضي الأسباب والإنجازات والمهارات التي تملكينها وتؤهلك إلى ذلك.
- تعلمي أن تجدي “الراحة” خارج منطقة الراحة، وجربي العمل على العديد من المشاريع والمهام التي لا تعرفين عنها شيئًا.
- خصصي دفتر للملاحظات المتعلقة بالعمل، واكتبي دومًا كل ما يُطلب منك حتى لا تنسي التفاصيل. واكتبي المهام المتعلقة بك وبإدارتك في الإجتماعات.
رسم الحدود:
- ألاحظ مؤخرًا انتشار ثقافة العمل إلى منتصف الليل، والتفاخر بالإنشغال الدائم والجلوس في المكتب حتى ساعات متأخرة. لا أعرف كيف أصبح هذا مدعاة للتفاخر، برأيي أنه علامة على عدم إدارة الوقت بفعاليه حتى تنتهي المهام بإنتهاء الدوام. لا تكوني متواجدة على مدار الساعة، فالعمل ينتهي بانتهاء ساعات العمل.
- تعلمي قول “لا” بدوبلوماسية، وكما يقول أ.د. خالد الدريس: “انتبه لنفسك، لا تساير الناس في كل شيء وترضيهم، وتخاف من زعلهم. من تعود على قول نعم دائمًا، سيفقد قدرته على الإختيار.”
- قد يستلزم الأمر أن يكون هناك جوال للعمل، وجوال شخصي. حتى لا تلتهم مجموعات الواتساب الخاصة بالعمل حياتك كلها.
- لا تجعلي كل حياتك تتمحور حول وظيفتك ومهما كانت ممتعة وتجلب لك الشعور بالإنجاز، وازني بين حياتك المهنية والإجتماعية وأوجدي وقت للهوايات.
الراتب:
- تعلمي طرق الإستثمار، واستثمري جزء من راتبك بشكل شهري.
- استقطعي مبلغ ثابت للصدقة شهريًا.
- ادخري مبلغ للطورائ.
وأنتم يا أصدقاء، ما أثمن نصيحة تقدمونها لشخص سيبدأ مسيرته المهنية؟ شاركوني في التعليقات.
وشاركوا التدوينة مع من تحبون
مفيدة جدا المقالة⭐️
جميلة مرة التدوينه ومن حُسن الحظ انني قرأتُها في سنتي الاولى من الوظيفة وشاركتها لزميلاتي في العمل .. شكراً ع النصائح الجميلة والداعمة 💕
دمتي بِود