اهلًا يا أصدقاء،
لا يخفى عليكم بأن الكرة الأرضية تمر الآن بوقت عصيب، والعالم بأجمع تحت الحجر المنزلي لأكثر من شهر الآن. ولأول مرة في التاريخ، نعيش كلنا نفس التجربة بنفس الوقت.
الأمر الذي لفت انتباهي بأن الجميع أصبح يمارس هواياته، ويبحث عن هوايات جديدة إن لم تكن عنده واحدة. عندما اتعرف على ناس جدد غالباً أحب أن اسألهم كيف يقضون وقت الفراغ وما الهواية التي يمارسونها؟ طبعًا قبل الحجر كان الجميع مشغول بتجربة آخر المطاعم، وحضور شتى أنواع الفعاليات، ومشاهدة آخر الأفلام في دور العرض. لكن الآن أصبحت موارد الترفيه محدودة وتقتصر على وجودها داخل البيت.
بالنسبة لي، هوايتي هي تجميع الهوايات فأنا منذ عرفت نفسي وأنا أجرب هوايات جديدة وإن لم ترق لي فأنا على الأقل جربتها.
ساعات الفراغ مع طفلين جدًا محدودة، فإذا حظيت بها فأنا استثمرها بشكل جيد ولا اضيعها في تصفح الأنترنت بلا هوادة (إلا في ما ندر) استغل أوقات الترضيع في القراءة كخيار أول كي لا أشعر بأن الوقت يمضي وأنا لم اجد الوقت للقراءة. أما بالنسبة للوقت الذي ينام فيه الأطفال، فأنا أتدرب على خط الرقعة لمدة ساعة كل يوم لتحسين خطي وللتخلص من عيوبه (سأفرد تدوينة للتجربة مع كافة التفصيل عند انتهائي بإذن الله)
قبل كتابة هذه التدوينة أجريت استطلاع سريع بين العائلة والأصدقاء حتى اجمع هوايات مختلفة هنا فيمّا لو رغب أحدكم بتجربة شيء جديد، كما أنني جمعت هوايات من الأشخاص الذين اتابعهم على الإنترنت.
أؤمن بضرورة اكتساب هواية ما فهي استغلال جيد للوقت، وفيها تنمية للمهارات كما إنها تضفي سحرًا خاصًا للشخص.و لا يوجد شيء يجعلك تعيش اللحظة بكل أبعادها كالإنغماس في الهوايات.
١. التطريز
تقول شوق أنها جربت التطريز لأول مرة، وأعجبها. وهي الآن تقضي الوقت بين الخيطان والإبر. وقزد طرزت العبارة الإيطالية بالأعلى، وهي تعني “متعة عمل لا شيء”.
٢. الكروشية:
تقضي أم زوجي كل ساعة فراغ في حياكة شيء جديد، فلقد اهدتني وشاح وربطة شعر وبطانية ومعطف لطفلي، وتستمتع بأخذ طلبات العائلة وحياكة منتجات لهم، وبيتها عبارة عن معرض كبير لكل أعمالها الفريدة.
٣. الخياطة باستعمال الماكينة:
استمتع كثيرًا بالمنتجات التي تخيطها نورة السلمان (أم لطفلين)، وتجعل الخياطة بل مختلف الأعمال اليدوية تبدو سهلة وممتعة. أحلم بإقتناء ماكينة خياطة صغيرة لأجرب مختلف المشاريع الصغيرة، لكنني لن افعل حتى أجرب مشاريع خياطة لا تستلزم ماكينة مثل التي جربتها هنا.
٤. اساوار الصداقة:
قد تكون هذه من أقدم الهوايات على الإطلاق والتي لازالن الفتيات الصغيرات يمارسنها. قمنا أنا وأختي بصناعة أسوار أثناء سماعنا لنشرة صوتية مفضلة. وقد استمتعت فعلًا بالأمر لكن الخيوط كانت قصيرة للأسف فلم أتمكن من إنهاء المشروع، لكنني حتمًا سأعاود التجربة.
٥. الرسم بالإكريلك:
صديقتي عبير (أم لأربعة أولاد) وتحضر درجة الماجستير تقضي وقت الفراغ في الرسم بالإكريلك رسومات رائعة وتدرجات ساحرة وقد أرسلت لي الرسمة التي عملت عليها هذه الأيام في آخر الليل بعد أن ينام الأولاد وتنتهي من أشغال البيت.
و غالية فقد جربت الرسم بعدة ألوان هذه الفترة، ورسمت هي وزوجها رسمة عملاقة للكون والتي استغرقت منهما عدة أيام، وعندما انتهوا منها علقوها في الصالة.
٦. الرسم بالألوان المائية:
أمّا سارة غ (أم لثلاثة أطفال) وتحضر لدرجة الدكتوراة، فهي تشحن طاقتها بعد أن تنهكها طلبات الأطفال غير المنتهية وكتابة بحثها عن طريق الرسم بالألوان المائية، وهي تضع رسمة جديدة كل بضعة أيام بعنوان مختلف ويعبر عن إحساسها بهذه الفترة.
٧. سكيتشات:
اكتشفت منيرة حبها للسكيتشات في هذه الفترة، وبما أنها “سيدة الشياكة والرستكة” كما أطلق عليها، فرسوماتها تتمحور حول الأناقة والأزياء.
٨. ملصقات:
وسارة د (أم لطفلة) وتحضر درجة الماجستير جربت أن تصنع الملصقات برسوماتها المميزة.
٩. التلوين بالأرقام:
أما تالة (أم لثلاثة أطفال) فهي لا تتقن الرسم أبدًا لكنها تحب أن تلون منذ أن كانت طفلة، تقول أنها تلون مع أطفالها كل يوم على طاولة المطبخ بعد العشاء. تالة اشترت رسمة جاهزة ومرقمة بالألوان التي يجب استخدامها وما عليها سوى التلوين والنتيجة كانت ممتازة. لم تشاركني بالصور لكنني وجدت حساب بنك طرحة قد نشرت نفس الهواية.
١٠. العزف على القيثارة وأشياء أخرى:
صديقتي الكندية جولي وصاحبة المواهب المتعددة أرسلت لي رسالة صوتية بالهوايات التي تمارسها كل يوم، وقد استمعت للرسالة اكثر من مرة من شدة إعجابي. حاليًا تمكث جولي في بيت أهلها. ففي الصباح تمارس تمارين الإطالة التي لا تتركها ابداً (لأنها تعاني من آلالام في الظهر)، وفي المساء تجتمع العائلة جميعًا (٨ أفراد) للعب ألعاب الطاولة بورد قيمز. كما تتعلم هي وأمها وأبوها اللغة الروسية، لأنهم من أصول أوكرانية لكنهم هاجروا منذ الصغر إلى كندا وفقدوا نعمة التواصل باللغة الأم. فقرروا منذ مدة تعلمها ليتواصلوا من أهاليهم في أوكرانيا الذين لا يتقنونو الإنجليزية عن طريق برنامج بمزلر . تتبع جولي نظام غذاء نباتي، وقد اقترحت أمها أن تنضم إليها لتكون نباتية طوال فترة الحجر، كما قرر أبيها أن يتبعهم أيضًا. يكون طبخ الوجبات بالتناوب فكل يوم يكون شخص منهم مسؤول عن الطعام بالكامل مع الوجبات الخفيفة (إلا الإفطار لأن مواعيد استيقاظهم مختلفة) وفي الوقت المستقطع تعزف جولي على القيثارة يوكليلي وتغني.
١١. الطبخ:
أعتقد أن الطبخ أصبح هواية الجميع بهذه الفترة، فالكل يتفنن بإعداد مختلف المأكولات وأكثرها صعوبة أو التي تتطلب ساعات من الإعداد المسبق. فأمي قدمت لنا طبخ شهي جدًا وقد فازت بلقب “وجبة الحجر الأولى” حيث احتلت المركز الأول بلا منازع وكانت عبارة عن كتف غنم مع خضار ورز مندي وقد استغرق اعدادها حوالي ٦ ساعات من التحضير إلى الطبخ. أما ابنة خالتي (أم لطفلين) فأصبحت تعجن المعجنات المختلفة مثل عيش باللحم وفطائر شهية وقد قالت لي “طالما حلمت بأن أكون تلك ربة المنزل التي تقدم معجنات منزلية الصنع مع الشاي أثناء فترة الظهيرة.”
١٢. أحاجي:
وتقول أودري صديقتي الإيرلندية وأم لثلاثة أولاد بالغون بأنها تقضي أمسياتها الهادئة في تركيب الأحاجي التي قد جمعتها من متاحف العالم في كل رحلة لكنها لم تركب أيًا منها، فكل مساء تشرب شاي بالخزامى وتعكف على الأحجية وكل مرة ينضم إليها زوجها أو ابنائها، “لا أحد يستطيع المرور بجانب أحجية دون المشاركة بها” هذا ما قالته لي.
١٣. تجفيف الورد:
تعيش هناء (أم لطفل وحامل بالآخر) في بيت ذو حديقة غناء، وقد ألهمتها حديقتها التي تتزين بأبهى أنواع الورد والزهر بأن تجفف الورد وتضغطه ثم تضعه في إيطارات شفافة لتزين به مطبخها. وكانت النتيجة في غاية الجمال والأنوثة!
١٤. الكلمات المتقاطعة:
تقول دانة بأنها تستقيظ قبل أطفالها بساعة حتى تشرب كوب القهوة وتعكف على حل الكلمات المتقاطعة، تملك دفتر كامل به عدد متنوع من الكلمات المتقاطعة والألغاز الذهنية. تقول بأنها تحافظ على لياقة عقلها بهذه الطريقة وإلا اصبح عقلها مليء بأغاني الأطفال كبيبي شارك.
١٥. بناء بيت الدمى:
اكتشفت ياسمين هذه الهواية المحببة عندما طلبت منها ابنتها أن يبنون بيتًا للدمى، فعندما بحثت على الإنترنت وجدت هناك هواية بأسرها تُعنى ببناء مختلف البيوت في منتهى الصغر للدمى، وبالفعل طلبت بيتًا للتجربة، “لم يكن البناء والتلصيق سهلًا، حيث استغرقنا بناءه اسبوعًا كاملًا بواقع ساعتين كل يوم، لكن استمتعنا جدًا انا وابنتي في هذا الوقت معًا.”
١٦. الزراعة:
أما ليلى فقالت أن ابنتها الكبرى أرسلت لها مقال عبر بريدها الإلكتروني عن هواية الزراعة وكيف أن ممارسيها أكثر قدرة على مواجهة الضغوط النفسية بل وأن أعمارهم قد تمتد إلى المائة عام! (هنا المقال) “ومن بعدها وأنا أصبحت هاوية للزراعة أهرب إليها متى ما داهمني الملل وتاقت نفسي إلى تغيير روتيني اليومي”
ماذا عنكم يا أصدقاء؟ مالهواية التي تمارسونها هذه الأيام ؟ وما الهواية التي ستجربونها من هذه القائمة؟