مرحبًا يا أصدقاء،
إحدى حيواتي التي لم يتسنَ لي عيشها (حتى الآن) هي أن أكون رسامة قصص أطفال، أحب أدب الأطفال كثيرًا وأعي أهميته للكبار قبل الأطفال (وصل حد حبي له أن تكون جُل رسالتي الماجستر عن ترجمة أدب الأطفال). عندما اختار الكتب لطفلي فأنا ادقق كثيرًا في رسم الشخصيات، وأحاول أن اختار له رسومًا شيقة ومختلفة لتنمية ذائقته الفنية والأدبية على حد سواء. كما أنني بين الفينة والأخرى أحب أن اقرأ كتب الأطفال كتحلية خفيفة بين الكتب، وحتى يمكنني انعاش الطفلة الصغيرة داخلي.
وفي يوم من الأيام اكتشتفت نُسيبة المنيس في تويتر وتلصصت على كل حسابتها الإجتماعية حتى وجدت نفسي أطلب منها أن تكون ضيفة في المدونة، لأنها شخصية حالمة وقد صنعت العالم الذي يناسبها تمامًا وهو في قمة الجاذبية. فهي رسامة قصص أطفال وخبّازة معتبرة. لا أدري مالذي جذبني اكثر شخصياتها الطفولية التي ترسمها أم العجين الذي أكاد أن اشم رائحته الشهية.
اقترح عليكم بعد الإنتهاء من هذه المقابلة مشاهدة فلم Miss Potter وهو إحدى أفلامي المفضلة على الإطلاق وأكثر الشخصيات التي تأثرت بها نُسيبة في رحلتها الفنية.
كيف تحبين أن تعرّفي عن نفسك عند مقابلة أشخاص جدد؟
إنسانة بسيطة، أحب الرسم و الخَبْز، حياتي بين الهوايات و الحكايات و العائلة و الأصدقاء
ماذا كنتِ تحلمين أن تصبحي عندما كنت طفلة؟
لا أتذكر جيدا، أعتقد أميرة
ما خلفيتك الأكاديمية؟
باكالوريوس إدارة أعمال/ نظم إدارية
كيف تخططين ليومك؟ وما نوع الأجندة التي تستخدمينها؟
أستخدم أجندة مقسمة بالأشهر و الأسابيع، و أدون فيها أسبوعيا، لا أخطط يومي.
ما طقوسك اليومية كل صباح؟
أفتح النافذة، إذا كان الجو معتدل، و بعدها أعد قهوتي السوداء اليومية و أستمتع جدا بإعدادها، أفتح رسائل الإيميل، و أقرأ أجندتي.
كيف تقضين إجازة نهاية الأسبوع؟
مع العائلة، و أحيانا في المرسم أو المطبخ أمارس شغفي معتزلة العالم.
ما المشاريع التي تعملين عليها مؤخرًا؟
للتو انتهيت من مشروع قصة للأطفال، و في صدد عمل جديد الآن إن شاءالله.
٣ كتب كان لها تأثير كبير على حياتك؟
- روضة الأنوار في سيرة النبي المختار
- Marie Kondo / The life changing magic of tidying up
- ليالي ألف ليلة/ نجيب محفوظ
كل قراءاتي في الروايات و القصص و الأساطير و الدين و التاريخ، و هذه اختياراتي لما قرأت و تأثرت مؤخرا.
ما الذي اشتريتِه مؤخرًا (بأقل من ٣٠٠ ريال) وكان له تأثير إيجابي عليك؟
اشتريت كتاب مفيد عن الخبز الريفي، و أدوات أحتجتها للمطبخ من موقع أمازون بهذا المبلغ تقريبا
كيف قادك الفشل إلى النجاح؟ هل لديك “إخفاقٌ مفضل”؟
ليس لدي إخفاق مفضل، و لكنني أخفقت كثيرا و لا أعتبر اخفاقاتي فشل بل بوابة أدخل عبرها لمرحلة من التحدي و الإصرار.
لو كانت لديك الفرصة لكتابة عبارةٍ ما على لوحة إعلانية ضخمة في شارعٍ رئيس، فماذا ستكتبين؟
لنعمل بإتقان و إخلاص
ما أفضل استثماراتك؟ (قد يكون استثمارَ وقتٍ أو مالٍ أو جهد)
استثمر وقتي و جهدي في ممارسة هواياتي، و تطوير مهاراتي، و أحاول أن أتعلم شيء جديد كل يوم.
عادة غريبة تفعلينها؟
لا يوجد
ما العادة/ الاعتقاد/ السلوك الذي تبنيتِه خلال السنوات الخمس الأخيرة، وأحدثَ تحسنًا هائلًا في جودة حياتك؟
أصبحت أقرأ أكثر مما سبق، اختلفت اختياراتي للكتب أيضا، و في السنوات الأخيرة دخلت عالم قصص الأطفال و عالم العجين و كان لهم تأثير إيجابي في حياتي.
ماذا تفعلين عندما تشعرين بالإرهاق أو عدم القدرة على التركيز؟
أسترخي، و أحيانا أعجن.
كيف ترتبين أولوياتك بين المسؤوليات العائلية وممارسة هواياتك؟
أدير وقتي، و غالبا هواياتي لا أحدد لها وقت إلا إذا كانت لمشروع محدد بوقت زمني.
كيف تسترخين بعد عناء يوم عمل طويل؟
إضاءة خافتة، و أشرب شاي البابونج.
أكثر رحلة/ مدينة كان لها تأثير عميق على فنك؟
مدينة Laguna Beachفي لوس أنجلوس/كاليفورنيا، هي مدينة تجمع الفنانين من سنين طويلة، ينظمون فيها مهرجان فنون صيفي و شتوي، و أنا حضرت المهرجان الصيفي مرتين، و كان لذلك تأثيرا كبير على رؤيتي و تجاربي الفنية، و إيطاليا الجميلة طبعا بمناطقها المختلفة التي تزخر بالفنون و بالأخص فلورنسا.
كم كان عمرك عندما تعلمتِ االرسم؟
أنا أرسم منذ الطفولة، و تعلمت الأساسيات بالرسم بعمر العشرين تقريبا.
كيف كانت بدايتك كفنانة تشكيلية ؟ و أخبريني عن أهم مشاركاتك و إنجازاتك في الفن التشكيلي؟
عام 2006 رسمت في مشروع وطني بلوحة طويلة عن بلدي الكويت مع فنانين من جيلي، دخلت هذا المشروع صدفة و كنت مترددة بالمشاركة، و لم أكن أعلم أنها البداية لدخولي الفن التشكيلي، أنا أرسم قبل ذلك لوحات زيتية و لدي اهتمامات في ذلك ولكنني لم أكن جدية بالأمر، و كون والدتي فنانة تشكيلية و متعددة المواهب فأنا تشربت منها الفن من طفولتي، و لكن بعد هذا المشروع تعرفت من خلاله على الفنانين و مدارس الفن أساليبه و الكثير من الأمور التي لم تكن تعني لي وتهمني كثيرا سابقا، بعدها تشجعت على المشاركة في المعارض و أصبحت أنتج لوحات باستمرار و التحقت بالمعهد الأهلي للفنون التشكيلية عام 2007 و أخذت دورات عدة لأتعلم الأساسيات و تعلمتها بفترة قصيرة إلى أن أصبحت معلمة في المعهد نفسه، بالنسبة للمشاركات و الإنجازات، شاركت في معارض و أنشطة و دورات عديدة وحصلت على جوائز من المجلس الوطني للثقافة و الفنون و الآداب بمعرض الربيع و معرض الشباب، و جوائز معارض مجموعة سامي محمد وكان ذلك بين عام 2008 و 2013، هذه أهم الإنجازات و النجاحات التي أعتز بها و كانت حافز كبير لي للإستمرار.
ما أنواع الألوان التي ترسمين بها؟
رسمت بالألوان الزيتية، و المائية، الرصاص، و الفحم، و الباستيل، و الباستيل الزيتي، و الألوان الخشبية، و الأكريليك، و الديجيتال (الرسم الرقمي) و لكنني الآن أرسم غالبا بالألوان المائية و الديجيتال.
ما الهوايات الأخرى التي تمارسينها؟
الخَبْز، و التطريز اليدوي، و الكتابة، القراءة
كيف تعلمتِ الرسم؟ و لماذا تفضلين الألوان المائية؟
أنا أرسم منذ الطفولة كما ذكرت، و تعلمت الرسم كأساسيات بشكل مفصل في معهد الفنون التشكيلية عام 2007 عندما كنت في المرحلة الجامعية.
و بالنسبة للسؤال الثاني، الألوان المائية تجذبني جدا بشفافيتها و عفويتها و تداخل اللون بالماء و البقع الناتجة عن هذا الإلتقاء، كلها تفاصيل تأخذ قلبي و تبعدني عن أي مادة أخرى.
ما الذي يعجبك في الرسم لقصص الأطفال؟
أجد نفسي في رسم قصص الأطفال، لأنه جانب كبير من حياتي حين كنت طفلة و إلى الآن، كنت أهوى رسم الشخصيات من صغري و أتأثر بها جدا و أحيانا أكاد أصدق بأنها حقيقية، تأثرت جدا بالقصص و بالرسومات في طفولتي و أود أن يكون لي تأثير برسوماتي على الأطفال لو استطعت، و عالم قصص الأطفال عالم بريئ، و يجعلني طفلة مهما كبرت.
كم من الوقت تستغرقه الرسمة الواحدة؟
ليس هناك وقت محدد، لا أحدد لي وقت لإنجاز رسمة، و يختلف الوقت حسب الألوان المستخدمة، فمثلا إن كانت ألوان زيتية فتستغرق وقتا طويلا بسبب رطوبة الزيت والألوان و انتظار جفافه مع كل طبقة رسم و حسب دقة التفاصيل، قد يستغرق الرسم شهرا أو شهرين أو أكثر للوحة واحدة، أما بالنسبة للألوان المائية فهي أسرع بكثير بالرغم من أنها الأصعب.
كيف تقررين أن صورة ما/ شكل ما ستشكل رسمة جميلة؟
الظل و النور عاملان أساسيان بالنسبة لي، و أحيانا أرى الرسمة في رأسي بنتيجتها النهائية لشكل ما قد لا يكون جذاب جدا بشكله الواقعي و لكن يكون هناك تصور في ذهني في كيفية رسمه.
ما اقرب رسمة إلى قلبك؟ ولماذا؟
جميع رسوماتي قريبة إلى قلبي، و لكن أقربهم لوحة شغف الكعك و لوحة دمية الطفولة، و هما لوحتان بالألوان الزيتية، رسمتهما بأسلوب الطبيعة الصامتة، و بتفاصيل ذكريات الطفولة و دميتي منذ سن الخامسة و ملابسها ، و المطبخ من واقع أدواتي و أشيائي، و لهذا السبب هما قريبتان لقلبي.
من رسامك/ رسامتك المفضلة؟
حدثيني عن السيدة رّْهَشَة؟
كنت في حديقة البيت في شتاء العام الماضي و كان الجو معتدل و جميل، أحتسي قهوتي التركية مع مكعبات الرّهش، ( الرهش كما نسميه بلهجتنا الكويتية وعند الدول العربية الحلاوة الطحينية )، و معي ألواني و كنت لا أعرف ماذا سأرسم، و لا أتذكر كيف خطر في بالي أن أرسم السيدة رهشة كل مافعلته هو أنني أخرجتها من مخيلتي دون تخطيط مسبق، مكعبات الرهش كانت هي الإلهام، تخيلت مكعبات الرهش قبعة جميلة و كبيرة بشرائط ذهبية و رسمت الشخصية بعفوية، بعدها عرضت الرسمة في صفحتي في الانستقرام، و تفاجئت من استحسان الناس لها و إعجابهم بها من تعليقاتهم و رسائلهم و أنها دخلت قلوبهم، فرحت جدا لأنني لم أتوقع ذلك أبدا، بعدها رسمت رسومات أخرى لها و عرضتهم في صفحتي أيضا، وبعد ذلك فكرت أن أكتب قصة عنها و أنشرها بمجلة العربي الصغير كوني رسامة قصص في المجلة، لست كاتبة و لكن لي محاولات و دفاتر مليئة بالقصص و الخواطر و اليوميات و لكن أشعر بأنني لا أملك مقومات الكتابة الحقيقة، أمارس الكتابة لأني أحبها منذ الطفولة، كتبت قصة السيدة رهشة بعنوان ( السيدة رهشة و رحلة الشتاء ) و أرسلتها للمجلة و كنت خجولة، تفاجأت بإعجابهم بها و اهتمامهم بنشرها في أقرب عدد للمجلة ( فبراير 2020 )، فرحت جدا،و أتمنى أن تنال إعجاب القراء الصغار، و إن كانت القصة هي قصتي الأولى التي أنشرها و قصتي المتواضعة إلا أنني ممتنة لكل ماحصل في رحلة السيدة رهشة و العفوية التي خرجت بها للناس، و هذا غالبا ما يحدث معي في كل هواياتي أنا لا أخطط أنا أدع كل مالدي يخرج من تلقاء نفسه. وعذرا على الإجابة الطويلة و لكن هذا ماحدث لي مع السيدة رهشة.
من أين تستقين الإلهام في رسم شخصياتك وتأليف قصصك؟ وكيف تقيدين أفكارك حتى لا تضيع؟
كل شيء في الحياة ممكن أن يلهمني للرسم، و حتى لا تضيع أفكاري أرسم اسكتشات فور وصول الأفكار في رأسي و أدون كل ما يخطر في بالي.
كيف يمكنني أن ابدأ بتعلم الرسم بالألوان المائية؟ وكم يلزمني من الوقت لاتقانه؟
الكتب التعليمية، اليوتيوب، الدورات التدريبية، التغذية البصرية المستمرة بمتابعة أعمال فنانين الألوان المائية، و أهم من كل ذلك، الإستمرار، التجارب المستمرة و التغلب على شعور الإحباط عند الوقوع بالأخطاء في الرسم، و بالنسبة للوقت، كل شخص و قدراته لا أستطيع تحديد وقت للإتقان و لكن أكرر بأن الإستمرار بالرسم اليومي يساعد على الإتقان بشكل أسرع.
ما المواد التي تنصحين شراؤها قبل البدء بالرسم (نوع الفرش، نوع الكراسة، نوع الألوان)؟
نصيحتي لكل رسام مبتدئ، شراء الأدوات و الألوان و الكراسات العادية و أن يجرب و يمارس مهارته فيها و حين تتطور مهاراته يمكنه أن يشتري ألوان و أدوات و فرش بماركات ذات جودة عالية لو رغب في ذلك، لا أستطيع ذكر أسماء معينة لأن من وجهة نظري الأداوت لا تشكل فرق كبير بالتنفيذ، المهم هو الفكرة و طريقة الرسم. هناك فرش خاصة بالألوان المائية، و الكراسة أيضا لابد أن تكون مخصصة للألوان المائية، و أفضّل أن يكون الورق 240 إلى300 غرام، يذكر ذلك على غلاف الكراسة، إن كان أقل لايهم كبداية.
نصيحة تقدمينها لشخص يود أن يسلك مهنة الرسم لقصص الأطفال؟
في الواقع أنا مازلت في بدايتي في أدب الطفل، و أنا من يحتاج لنصيحة، و لكن من خلال تجاربي البسيطة أنصح بالقراءة المستمرة في هذا المجال، شراء القصص و متابعة آخر ما توصل إليه أدب الطفل عربيا و عالميا، و قراءة كتب عن أدب الطفل، و عن رسامين و مؤلفين قصص الأطفال في العالم و تاريخ أدب الطفل في العالم و الوطن العربي، مهم جدا لكل فنان أن يبدأ من حيث ما انتهي التاريخ من وجهة نظري، و مهم جدا أن يعرف موقعه بين كل مامر به أدب الطفل، لتتضح عنده الرؤية و يصبح على دراية كافية نوعا ما لقياس جودة ما يقدم لأدب الطفل الان في ظل التطورات و الحداثة.
ما أفضل كتاب أو قناة يوتيوب لتعليم مبادئ الرسم بالألوان المائية؟
ليس هناك كتاب محدد، لدي الكثير من الكتب التعليمية و استفدت من جميعها، و هذا ينطبق على اليوتيوب أيضا.
كيف أصبحتي رسامة قصص أطفال؟
أيضا صدفة، عام 2015 اقترحت علي أختي أن أرسم قصص لمشروع تطوعي كانت تعمل عليه هي و صديقاتها في الولايات المتحدة أثناء دراستهن، أحببت فكرة المشروع و تحمست للمشاركة، و رسمت لهن قصتين و بعدها شعرت بأن هذا هو الوقت المناسب بأن أبدأ كرسامة قصص أطفال. كان رسم قصص الأطفال حلم قديم لي، و أنا الآن أسعى لتحقيقه.
كيف تصفين أسلوبك في الرسم؟
في الغالب، أسلوب كلاسيكي
هل تعدين مجال الرسم لقصص الأطفال في العالم العربي شحيح أم زاخر؟
زاخر، هناك رسامون في الوطن العربي مبدعون جدا، لا يقلون إبداعا عن أي رسام بأوروبا أو أمريكا أو أي بقعة بالعالم.
برأيك، ما مقومات قصة الأطفال الجيدة؟
أن تكون ملائمة و مناسبة للطفل الحديث من ناحية الفكرة و التنفيذ كنص و رسم، و وجود عنصر الخيال فيها فهو من مقومات القصة الجيدة، و أن تتيح للطفل الفرصة للتساؤل و التفكير.
ما قصتك المفضلة عندما كنتي طفلة؟
قصة الفأرة المتعجرفة، كانت قصة من سلسلة حكايات جدتي، مرفق معها شريط ( كاسييت ) كنت أسمع فيه القصة و أقرأها، كنت أحبها جدا.
ما القصة التي لا تنفكين عن اقتراحها للأمهات؟
لا توجد قصة معينة، العديد من القصص.
هل الرسم وظيفتك الأساسية التي تجنين منها دخلك؟
لا، الرسم هواية فقط، و ليس لها دخل ثابت
كيف بدأتي في المخبوزات ؟ و كيف بدأ حبك للمطبخ ؟ حدثيني عن هذا الشغف؟
أحب المطبخ من صغري كأي بنت، إلى أن كبرت و قدر الله لي أن أجلس في البيت لمدة أربع سنوات من دون وظيفة بعد التخرج من الجامعة، فاكتشفت في نفسي حب صنع الكعك، صرت أخبز الكعك باستمرار لكل المناسبات العائلية، لدرجة أننا لم نعد نشتري كعك الميلاد و غيره من المخابز، كله كان من صنعي تقريبا، و أصبحت أحب تزيين الكعك و التحقت بدورات تزيين الكعك بعجينة السكر و غيره، و مع الأيام صرت مهتمة أكثر بالكعك ذاته و نكهته دون تزيين، وشعرت بأن تزيين الكعك يأخذ من وقتي و يبعدني عن نكهة الكعكة و هي الأهم، و كنت أيضا أفكر بالكمية الهائلة من السكر المستخدم في التزيين لذلك توقفت، و بعدها بسنوات قليلة سمعت عن مركز تدريبي يعطي حصص في الخبز، و كنت دائما أتمنى أن أتعلم الخبز و أن أصنعه كالمخابز، و كانت أمنية مؤجلة إلى أن إلتحقت في هذا المركز و سجلت بحصة بسيطة بالمخبوزات و المعجنات، استفدت جدا و اكتشفت من خلالها أن الخبز ليس أمرا مرعبا و يمكنني أن أبدع فيه، و بعدها انطلقت في عالم الخبز و أخذت دورات قصيرة للخبز في باريس و إيطاليا و صرت أطور مهاراتي بالتجربة المستمرة إلى أن أتقنته نوعا ما و كنت أتعلم كل شيء تعلما ذاتيا و الدورات التي أخذتها كانت نقط انطلاق لي. و أصبح الخبز شغفي، كشغف الرسم.
ما الذي دفعك لتأسيس متجرًا إلكترونيًا لبيع مخبوزاتك؟
هو ليس متجر للبيع، هي صفحتي بالانستقرام كخباز، أشارك فيها الناس شغفي و دون تخطيط حدث و بعت بعض المخبوزات كالمعمول و الخبز الريفي، أعتقد ما دفعني لذلك هو وجودي في البيت من شهور قليلة من دون وظيفة يومية روتينية، أنجز عملي من البيت، و أملك وقتا كافيا نوعا ما لأتيح للمهتمين بمخبوزاتي فرصة تذوق ما أصنع، و في الواقع أنا لا أبيع باستمرار و إنما هي فترة بسيطة شهرا أو أسابيع قليلة و أتوقف بسبب مشاريع الرسم و الإلتزامات و المسؤوليات الأخرى.
ما المخبوزات التي توفيرنها؟
معمول التمر، و الخبز الريفي بالخميرة الطبيعية.
حدثيني عن العجين، و تأثيره على شخصيتك و حياتك؟
العجين يساعد العقل على التركيز و الراحة أيضا، عندما أعجن بيدي أشعر و كأنني أفرغ كل ما في رأسي من أفكار و أضعها جانبا ، و كل ما في رأسي هو العجين فقط، ربما لا يكون الكلام واقعيا تماما، و لكن في الغالب يحدث هذا الاسترخاء العقلي، العجين أيضا علمني الصبر، أن أعطي للعجينة حقها في العجن و الطي و الإرتفاع و الإنتفاخ و التشكيل و الصبر و التأني في كل مراحلها التي تستغرق ساعات طويلة إلى أن تُخبَز، الرسم جعني هادئة و الخبز هدئني أكثر.
هل تحلمين يومًا ما في امتلاك مخبزك الخاص؟ كيف تتخيلينه؟
نعم أحلم بذلك، أتخيله كمخابز الأرياف الأوروبية.
أين تجدون نسيبة:
- حسابها في انستقرام للرسم:nusaiba_art@
- حسابها في انستقرام للخبز: nusaiba_bakes@
- حسابها في تويتر: NusaibaAlmunyes@
اقتباس: “وصل حد حبي له أن تكون جُل رسالتي الماجستر عن ترجمة أدب الأطفال”
كيف يمكن لمن يود أن يطلع عليها؟
فائق الشكر مقدمًا
اهلًا محمد،
تفضل الرابط:
https://imam.academia.edu/MahaAlBisher
سلمت وعوفيت، بحث مفيد وماتع، وموضوع يستحق التوسع!
على الهامش: موقع academia.edu هذا مزعج جدًا جدًا :/
تدوينه رائعة وأسئلة ممتازة. شكراً لك لتعريفنا بنسيبة
شكرًا لك يا عبدالرحمن، أسعدني مرورك وتعليقك.