اهلًا يا أصدقاء،
بأنه موسم الصيف والسفر فقد كتبت عدة تدوينات عن السفر لأشارككم أفكاري وتجاربي.
كنت فيمَ سبق اجمع صحون تذكارية من كل بلد أزورها إلى أن امتلئت خزانة الصحون، ثم أصبحت اجمع مغناطيسات الثلاجة إلى أن امتلئت ثلاجتي ولم أعد أرى سطحها، ثم انتقلت إلى جمع الأكواب إل أن اصبح عدد الأكواب في المطبخ يفوق عدد الصحون والملاعق. وعندها قررت التوقف وتقييم معنى تذكارات السفر ولماذا عندي هوس جمع عدد هائل من نفس القطع وان اختلفت الأشكال؟ امتلأ بيتي بقطع تذكارية غير متناسقة وأصبح عبأ هذه القطع كبير جدًا على كاهلي حيث أمضي وقت لا بأس به في ترتيبها ونفض الغبار من عليها. خصوصًا الثلاجة فكمية المغناطسيات التي عليها كانت مهولة والأكواب أغلبها ثقيلة وغير مريحة لشرب القهوة. جمعت كل التذكارات وتخلصت من ٧٠٪ منهن لأنني اشتريتها بلا تفكير، اشتريتها لمجرد الاثبات بأنني زرت تلك المنطقة.
أما الآن ومنذ ٤ سنوات تقريبًا توقفت عن شراء التذكارات السياحية التقليدية وأصبحت أركز اكثر على التجارب وليس على الأشياء. كمثلًا تعلم طبخة ما (مثل تجربتي في إسبانيا وقد دونت عنها هنا) أو حضور عروض موسيقية خاصة بالبلد أو زيارة المكتبة العامة للبلد وأعيش دور “طالبة” واتفقد الكتب واجلس في مقاعد الطلاب واشتري الطعام من الكافتريا (لقد رأيت كل المكاتب العامة لكل بلد زرته). وهناك الكثير من التجارب الشيقة والتي تستحق التجربة وقد دونت عنها الصديقة منيرة السميح هنا.
لكن أحيانًا اشتري تذكارات لأنني أصبحت أبحث عن أشياء فريدة ولم تعد تغريني محلات السوفينرات التي تكتظ بالسياح. وسأشاركم بعض الأفكار التي ممكن لآن تقنعكم في إعادة مفهوم شراء السوفينرات وجعلها تجربة اكثر قيمة ومعنى.
السلع الاستهلاكية:
قبل زيارة البلد أبحث عن ما تشتهر به من منتجات استهلاكية كالزيت الزيتون والبهارات والشوكولا والعسل. فمثلًا تشتهر واشنطن بنوع من بهارات المأكولات البحرية يسمى ب Bay Seasoning دلتني عليه صديقة تقطن هناك. وصرت استعمله عندما أطبخ السمك والروبيان وأضعه على شطائر التونة، ومرة خرجنا انا وابنة خالتي في نزهة واخذت معي شطائر التونة والتهمناها بنهم شديد، وهاتفتني في اليوم الذي يليه لتسألني عن سر شطائر التونة لأنها غالبًا لا تستلذ بالتونة ولكن “حقتك غير” وقلت لها السر في البهار!
كما تشتهر اسبانيا بالزيتون الذي لا يقاوم، وفي آخر يوم لنا اشتريت مرطبان صغير من الزيتون لأستمتع به مع قطع من الجبن في بيتي.
أو مثلًا نوع قهوة اعجبتكم في مقهى ما، جربوا أن تسألوا عمّا اذا عمًا اذا يبيعوا البن الذي يستعملونه.
وعندما زارت صديقتي لشبونة في البرتغال احضرت لي علب السردين الشهيرة لأتذوقها، وصديقتي الأخرى اهدتني مرطبان العسل بالخزامى التي اشترته من حقول الخزامى في فرنسا.
وعدتني صديقتي التي تزور الأردن كل عام بأنها ستجلب معها مرطبانات ورق العنب المحشو باللبنة حيث أكلت منه في جمعة صغيرة ووقعت في غرامه.
وعندما عادت ابنة خالتي من زيارتها الأولى لتركيا، اشترت حقيبة صغيرة وملائتها بالنواشف التركية.
في كل رحلة احرص على زيارة السوبر ماركت وسوق المزارعين واقضي الساعات هناك لاكتشاف مواد غذائية جديدة ولذيدة لأحضرها معي كسوفينرات. ففي إحدى المرات اشتريت من سيدة في سوق المزارعين مقشر للجسم تصنعه كل اسبوع وتبيعه في إجازة نهاية الأسبوع، وفي كل مرة استعمله اشعر بسعادة غامرة وامتننان لتلك السيدة.



الحرف اليدوية:
في كل مكان ازوره، ابحث عن سوق الحرف لديهم. فأنا مهووسة بالحرف اليدوية وأحب لبس الأشياء أو عرض التحف الفريدة التي اجمعها من بلدان العالم. عندما اشتري شيء احرص على أنه يكون مفيد وانني سأستعمله حتى يضيف لي بهجة مضاعفة عن استخدامه.
فمثلًا شراء لبس وشاح من الكشمير الثمين التي تشتهر به اسكتلندا، أو شراء منديل مطرز أو ملاءة من الدانتيل التي تشتهر به بلجيكا أو قميص من اللينن من ايطاليا. أو شنطة صغيرة مصنوعة من القش أو الصدف، أو صندوق للمجوهرات مطعم بالخرز. دائمًا اجد اشياء ترضي ذائقتي.
فاقتنيت من جنوب افريقيا فستانًا ألبسه كل رمضان مصمم من نفس قماش قمصان نيلسون مانديلا. واقتنيت من أسبانيا اصيص صغير من الخزف وبه رسمات يدوية، ومن هولندا صينية صغيرة لتقديم الشاي من الخزف الأزرق والأبيض. كما أحب أن انتقي أدوات للمطبخ لأنني كلمّا استعملتها نقلتني الذكريات حيث المكان.



كتب وقرطاسية:
اقضي الوقت في المكتبة أكثر مما اقضيه في الأسواق، وأحب المكتبة التي توفر مقاعد ومقهى صغير حتى اضمن مكان لزوجي بلا أي تأنيب ضمير واستعجال. اتصفح الكتب، وأحب اقتناء كتب الطبخ التي تشتهر به البلد لإستحضار النكهات (خاصة لو كانت تشتهر بطعامها الشهي) كما أسأل أمين المكتبة عن الكتب التي ينصح بها. لا أحب أن اشتري الكتب المعروفة (إلا ما ندر حيث أنني استطيع الحصول عليها هنا) أحب أن ادع الفرصة للكتب الجديدة وأدب المدينة أن يكتشفني.
كما أنني أحب القرطاسية والأقلام والدفاتر والأجندات وبطاقات المعايدة والملصقات المختلفة، لا اشتري الكثير فأنا اكره التجميع. اشتري فقط الشيء الغريب والذي سأحتاجه بالفعل.

محلات الأنتيك والأثاث العتيق والمستعمل:
هنا افقد الإحساس بالزمن وانا انظر إلى الأثاث واتخيل كم من الأشخاص اقتنوه وهل هم على قيد الحياة أم لا. واتعرف إلى الباعة واستمع إلى قصصهم. وأجد الكثير من الأشياء الجميلة التي ستزين بيتي.


لوح ورسومات:
لا يوجد شيء مثل الفن لتجسيد روح المدينة وشعبها، فليس هناك ما هو أجمل من اقتناء لوحة زيتية وتقاسم الحديث مع الفنان الذي رسمها وما مصدر إلهامه. اذكر في واشنطن قد استأجرنا بيتًا في منطقة آسرة، ومع الخريف تصبح الشوارع حالمة وألوانها عجيبة. وعندما زرت السوق المحلي الذي يقام كل سبت في الجوار تعرفت على فنان يرسم بيوت الحي في كل موسم. فاشتريت منه لوحة بلا تفكير لأنها صورت الحي الذي قطنته ونفس الأشجار التي تساقطت أوراقها.

أتمنى لكم سفرة مدهشة وتسوقًا محفوفًا بالذكريات

* جميع الصور في المدونة من تصوير الصديقة الكاتبة إيلاف الريش، فهي خير مثال لتذوق الفن عبر السفر واقتناء تذكارات عريقة. هنا حسابها في انستقرام . كل الشكر لها بأن سمحت لي أن اجعل لهذه التدوينة بعد آخر بصورها واقتباساتها.
وأنتم يا أصدقائي، ماذا تشترون عندما تسافرون عادة؟ وما أجمل تذكار قد اقتنيتوه؟
الحقيقة انني امارس التخفف تجاه التذكرات فاستمتع بالمشاهده واستكشاف الاماكن لاسيما الشعبية التي اخرج منها غالبا ببطن ممتلىء فالطعام هناك جيد جدًا وطازج 😄
أجمل تذكارات بقيت معي من رحلة استراليا كانت معطف أحمر أنيق و أقراط لؤلؤ استعملها يومياً الآن و عملات معدنية
بالنسبه لي لا اشتري تذكارات بل بطاقات بريديه اقوم بشرائها واكتب فيها شيء عن الدوله التي ازورها و ارسلها بالبريد إلى عنواني في موطني
اعتقد انها افضل طريقة في حال اردت شيء ملموس من تلك الدوله
البطاقات البريديه خفيفه و صغيره و الجميل انها تحمل صوره عن المكان وبعض الكلمات التي اردت البوح بها عن تلك البلد
موضوع مدهش جاء في وقت مناسب مزامنا مع الاجازة والسفر
بالنسبة لي في السفر احاول ان اجرب نكهات متعددة خصوصا اني من محبي الطبخ في اخر سفرة استمتعنا بوجبة مكرونة لذيذة سالنا الطاهي واعطانا اسمها كي نبحث عنها بالسوبر ماركت ونستكشف طريقة لطهيها وفعلا حملنا بحقائبنا العديد منها ،احب سوق الحرفيين او سوق المزارع اذهب هناك لاجد اني العربي الوحيد تدهشني مأكولات البلد المحلية والعالمية ويكون يومها بدون وجبة غداء حتى نستمتع بالتذوق بالمره المقبله ساجرب كلاس طهي او حرفة يدوية كصنع الفخار مثلا او تعلم الزراعة فحاليا هما شغفي شكرا لالهامك الدائم