كتاب الإبداع| الأسبوع الثامن

rathish-gandhi-211551-unsplash

أهلاً يا أصدقاء،

هنا الأسبوع الثامن من كتاب الإبداع والذي تدور فكرته حول النقاط التالية:

التعامل مع الملل: 

الملل شعور لا مفر منه من لوقت لآخر، لكننا نفضل غالبًا عدم الاعتراف به لأننا لو اعترفنا به فنحن سنذكر أنفسنا بالوظيفة اليومية غير المحفزة والقاتلة لكل إبداع، أو بالمدينة التي نعيش بها والتي تخلو من أي نوع من أنواع الترفيه. ولأن الاعتراف بالملل يستوجب “تغيير شيء ما” لتحسين الوضع ونحن نخاف من التغيير فنقع فريسة الإكتئاب. يقول مايلز إن الحل في مواجهة الملل هو ببساطة الإعتراف به وتقبله من غير الرغبة في تغييره، فإذا أصابتك موجة الملل من الحياة ومن كل شيء فيها، اعترف بهذا الملل “أنا أشعر بملل فظيع” ودع الشعور يمر من غير مقاومته أو تحليله.

اصنع ميزان الملل الخاص بك: 

يقترح مايلز في هذا التمرين بأن نصنع ميزانًا للملل، نستطيع أن نرسم شريط صغير ومُرقم كميزان الحرارة ونرقمه من ٠-١٠ بحيث:

صفر: غياب الاهتمام تمامًا بأي شيء في الحياة، حياة بلا معنى.

٥: اهتمام بسيط بالحياة، موجات إبداعية متفرقة، حياة ليست كئيبة بالكامل ولكنها ليست ممتعة أيضاً.

١٠: شغف بالحياة، موجات إبداعية مستمرة، حياة ممتلئة وسعيدة.

بعد ذلك، قس درجة الملل على مدى الأيام القادمة وفي أوقات متفرقة وعند قيامك بأعمال مختلفة.

  • وعند حصولك على درجة متدنية، اعترف بالملل ثم لا تفكر به بل اعمل شيء مختلف كالذهاب للمطعم مع ابنك/ أخيك،أو هاتف صديقك الذي اشتقت إليه، أو اذهب للمخبز واشتري خبزاً طازجًا للعشاء. اعمل أي شيء بسيط، لكن لا تجلس مستسلماً لأفكار الملل، إنها مسؤوليتك بأن تتعامل مع الملل، وأنت تملك الحرية الكاملة لعمل أي شيء حتى ترفه عن نفسك مهما كان الإمر بسيطًا.
  • وعند حصولك على درجات مرتفعة (٨-١٠) احتفل! فأنت تستحق بأن تبتهج.
  • وعند حصولك على درجات متوسطة (٥-٧) لا تقبل بهذه الأرقام، وذكر نفسك بأن هذه حياتك ولن تساوم عليها.

مراقبة الأفكار: 

نعيش في ركض مستمر، وتعودنا على ذلك حتى صرنا لانطيق أن نجلس مع أنفسنا ونسمع أفكارنا. فنحن دائماً نهرب من مشاعرنا ولا نعترف بها. هل تذكرون عندما كانت دورة المياه مكان مخصص للتأمل والتفكير ومصنع للأفكار الإبداعية؟ أما الآن فمن الصعب دخول الحمام بدون الجوال.  

الأشخاص المبدعون هم أشخاص يستمتعون برفقه أنفسهم، ويحسنون الإستماع إلى أفكارهم. وعندما تجتاحهم الأفكار السوداوية والمشاعر السلبية فإنهم يراقبونها فقط دون أي مقاومة أو تبرير يدعونها تمر بسلام.

جرب أن تأكل في كافتريا المستشفى: 

يقترح مايزل في التمرين الثاني للأسبوع الثامن أن تذهب لمكان يكتض بالناس لتجلس وتراقب بصمت. لهذا تعد المقاهي مكان ذا شعبية بالنسبة للكتاب، لأنها فرصة لهم لمراقبة الناس في حياتهم اليومية حتى يستقون الإلهام . تستطيع الذهاب إلى كافتيريا المستشفى، أو مقهى، أو مكتبة عامة.

يرجح مايلز أن تختار المستشفى لأن الوجبات هناك رخيصة، ولأنها فرصة أن تراقب العديد من الأشخاص منهم المرضى الذين فقدوا الأمل بالحياة، والمرضى الذين يتشافون وسعيدين بهذا التقدم، ومقدمي الرعاية الذين أنهكهم التعب، والعوائل التي تحمل باقات الورد. اختر طاولة في وسط الحشد وراقب الأشخاص، وراقب أفكارك بصمت. عندها قد تفكر بأهلك، وصحتك، وآمالك وطموحاتك. وقد يطرأ على بالك فكرة قد تغيرك للأبد.

********

أحببت تمارين هذا الأسبوع كثيرًا رغم استغرابي لها بالبداية. لكن تمرين الملل ساعدني في اكتشاف أنني أحارب الملل بكل ما أوتيت من قوة فأنا أهرب منه وكأنه مرض مميت. لم اعترف به ابداً قبل هذا التمرين، لكني الآن اعترفت به ولم أصبح أخافه، بل عرفت كيف أتعامل معه واعترف به ولا أدعه يتحكم بي.

أما التمرين الثاني فذكرني عندما كنت طالبة كيف أنني -اذا سئمت الحياة- اذهب إلى كافتريا الجامعة وحيدة لآكل وارقب الناس، كنت أحرص على الذهاب وحيدة بدون صديقاتي واذهب إلى كافتريا الكلية المجاورة حيث لا أحد يعرفني لاستجمع أفكاري وأنا ارقب الطالبات ماذا تطلب هذه، هل تشرب الماء أم العصير مع الوجبة، هل تجلس لتأكل الطعام أم تلتهمة بسرعة لتلحق المحاضرة. وبعد ذلك أشعر بسكون رهيب وتتحسن نفسيتي، لأنني أعرف بأنني لست وحيدة في هذا العالم، فكل هؤلاء الأشخاص لديهم ما يؤرقهم وينغص مزاجهم. لأننا جميعاِ نتشارك هذه المشاعر الإنسانية.

وإلى هنا تنتهي تمارين وأفكار الأسبوع الثامن، إلى أن ألقاكم في الأسبوع العاشر بإذن الله.

سلسلة كتاب الإبداع مستمرة وبشكل أسبوعي. ويمكنكم متابعتها من خلال مدونتي أو مدونة قصاصات للصديقة هيفا القحطاني 


One thought on “كتاب الإبداع| الأسبوع الثامن

اترك رد