كتاب الإبداع| الأسبوع السادس

photo-1466583985723-b74122659346

 

أهلاً يا أصدقاء،

هنا الأسبوع السادس من كتاب الإبداع والذي تدور فكرته حول النقاط التالية:

مسامحة الآخرين: 

بعد أن تناولت هيفا جزء “مسامحة أنفسنا” يطلب منا مايزل مسامحة الآخرين أيضاً. ولأننا عرفنا أن عدم مسامحة أنفسنا يعرقل العمل الإبداعي، لكن حتى إضمار الحقد والضغينة للغير قد يقف في طريق رحلتنا الإبداعية. فعندما لا تستطيع أن تنسى كيف رفض المحرر عملك أدبي الذي أرسلته، إذاً فهذا الرفض سوف يشل تفكيرك. إذا كنت مشغول بالانتقام، فبالك مشغول أيضاً عن العمل على كتابة الرواية التي لطالما حلمت في كتابتها.

نحن نسامح الآخرين من أجل راحتنا النفسية، لأننا حينما نسامح أعدائنا فنحن نسلبهم القوة بالتحكم بمشاعرنا. فعندما تسامح ذاك الرسام الذي تلقى العديد من الجوائز والمقابلات الإعلامية رغم أنه مجرد هاوٍ ورسماته مجرد خربشات وأنت درست الفن وتمارسه منذ ١٠ أعوام ولم تتم استضافتك في أي معرض ولا أي قناة إعلامية، فإنك إن سامحته فأنت تشفي قلبك وتحيل من أن يكون هناك عائق بينك وبين الفن الذي تصنعه.

اختصر قائمة أعدائك:

ذكر مايزل قائمة أعداء لشخص وهمي يدعى مايك:

  1. محرر مجلة هاريبر الذي رفض القصة التي أرسلتها.
  2. محرر مجلة ززز الأدبية الذي رفض القصة التي أرسلتها.
  3. المحرر الأدبي الذي علق بسخرية على قصتي ” انضج! المحرورون لا يتعاملون مع القصص القصيرة.”
  4. مديري في الدوام الذي يريدني أن أعمل ساعات اضافية بلا مقابل.
  5. قريبي جون الذي فاز بجائزة القصة القصيرة.
  6. أخي كارل الثري الذي يعمل لدى وال ستريت.
  7. زوجة أخي ستايسي التي تقضي يومها بالرسم بلا أي مسؤوليات أو وظيفة يومية.
  8. صديقتي مارلين التي انتقدت قصتي.
  9. أمي التي لا تصدق أنني كاتب جيد.

لا أحد من تلك القائمة يستحق أن يكون الشغل الشاغل لمايك، لذا يجب عليه مسامحتهم الواحد تلو الآخر وبشكل صريح مثلاً: “مارلين، أنا أسامحك لأنكِ انتقدتي قصتي وأحرجتيني”، “كارل، أنا أسامحك لأنك أغنى مني.” وهكذا. والآن جاء دورك اكتب قائمة بجميع أعدائك، كل من انتقدك أو جرحك وأثر على نفسيتك وبعد ذلك سامحهم على أفعالهم. إذا لم تستطع التفكير بأي شخص، فأنت لم تعترف بمشاعر الغضب والحقد والإحباط بداخلك، ويجب عليك التفكير مليًا حتى وإن طالت القائمة فإنك ستبذل جهدك في مسامحتهم جميعهم، ليس من أجلهم بل من أجلك.

الخوف من الفشل: 

قد يكون الخوف من الفشل أكبر معيق للعملية الإبداعية وقد يدفعنا هذا الخوف إلى الاستسلام وعدم تجربة أي شيء جديد. إن الوقوع في الأخطاء هي جزء لابد منه في أي عمل مبدع، بل أي عمل في الحياة لأننا لم نُولد ومعنا “دليل تشغيل الحياة” فنحن نكتشف كل شيء عن طريق التجربة والأخطاء، وهكذا ننضج. فكر بالشيء الذي تريد أن تفعله لكنك خائف من المجازفة: هل تريد أن تبدأ صالون أدبي وتجمع الأشخاص ذوي الاهتمامات المشتركة لكنك خائف أن لا يحضر أحد؟ هل تريد أن تشارك العالم بعض من الصور الفوتغرافية التي صورتها خلال سفراتك لكنك خائف من النقد؟

فكر بأكثر المشاريع التي تخيفك، واتخذ الخطوة الأولى نحو تحقيقه وبعد ٣ أيام من الخطوة الأولي قيّم مشاعرك، هل أنت مستمتع رغم الخوف؟ أم أن المشروع فشل من أول خطوة؟ ورغم كل شيء، احتفل بنفسك لأنك اتخذت الخطوة الأولى وتشجعت.

****

وأنا اقرأ الجزء السادس، تذكرت مشاعري قبل البدء بالمدونة. لقد كنت خائفة أن اكتب وأن يقرأ الناس ما اكتبه. فأنا شخصية لا أحب الأضواء ولا أحب أي يقتحم الناس خصوصيتي. لكن بنفس الوقت كانت فكرة المدونة تلازمني منذ أكثر من ١٠ أعوام وأنا أقاوم الفكرة إلا أن استسلمت السنة الماضية وكتبت أول تدوينة لي. لم أفكر بها كثيراً فقد كتبتها ونشرتها وبعد اسبوعين تقريباً ذهلت من كمية المشاهدات والتعليقات الإيجابية، وققرت أن أكمل في التدوين، لأن المتعة التي أشعر بها لا تقارن بالخوف.

وإلى هنا تنتهي تمارين وأفكار الأسبوع السادس، إلى أن ألقاكم في الأسبوع الثامن بإذن الله.

سلسلة كتاب الإبداع مستمرة وبشكل أسبوعي. ويمكنكم متابعتها من خلال مدونتي أو مدونة قصاصات للصديقة هيفا القحطاني 

 


One thought on “كتاب الإبداع| الأسبوع السادس

  1. تدوينة رائعة وعمل عظيم منك أنت وهيفا . أتمنى أن يتوج هذا الجهد بنشر الكتاب مترجماً بالكامل .
    إمتناني بلا حد لكما أنتما الأثنتين 🌹

اترك رد