أنا شخصية صيفية بامتياز، أحب الحر، والشمس، والملابس الخفيفة. لقد اعتدت على كره فصل الشتاء، فأنا أبرد بسرعة ويصعب على أن احافظ على دفء جسمي. بالإضافة أنني لا أطيق لبس طبقات لا تحصى من الملابس، وأنسى دوماً شرب كميات كافيه من الماء، ولا أحب إحساس الخمول على مدار اليوم وصعوبة استجماع طاقتي لأي تمارين رياضية. لكن هذا الشتاء قررت أن أغير فكرتي عنه وأن استمتع به، فليس من المنطقي أن اضيع ٤ شهور من كل سنة وأنا في مزاج سيء بسبب البرد.
وبعد أن قرأت هذا الكتاب “How to be Chic in Winter” طبقت بعض الأفكار التي أعجبتني وساعدتني على التغلب على “مزاج الشتاء القاتم” وهنا سأشارككم بالأمور التي جعلتني أستلطف فصل الشتاء، بل وأتطلع إلى لياليه الهادئة:
- الاحتفاظ بقائمة للوجبات الشتوية:
وجبات الشتاء تختلف كلياً عن وجبات الصيف، ففي الصيف استمتع بالسلطات المنعشة وعصائر الفاكهة المثلجة لكن بالشتاء أحتاج إلى وجبات دافئة ومشبعة، لذا كان من الضروري كتابة قائمة بأهم الوجبات الشتوية التي أريد إضافتها إلى قائمة وصفاتي، من أهم الشروط التي وضعتها للوجبات أن تكون صحية، وسهلة التحضير، ودافئة. فكرت بالأطباق الحنونة التي تعدها أمي في فصل الشتاء، والوجبات التي أطلبها في المطاعم عندما أشعر بالبرد، ووضعت هذه القائمة:
شوربة (العدس، القرع، الفطر، الطماطم…)
صواني الخضار بالفرن (فطيرة الراعي، مسقعة، دجاج بالخضار…)
الإيدامات (فاصوليا، باميا، ملوخية…)
الكبسات (لحم، دجاج، تونة، روبيان، سمك…)
أما أطباق الحلى الشتوية، فالصديقة نوال القصير وضعت هذه القائمة الشهية لأطباق محلية.
- الخروج من المنزل:
يعد الخروج من المنزل شاقاً في الشتاء، فيصعب علي توديع غرفة المعيشة الدافئة واللحاف الناعم ونيتفلكس. لكن الجو يعد مثالياً للاستمتاع بنزهة خارج المنزل، ولأن السؤال “أين يمكننا التنزه بالرياض” يطرأ دائماً على البال، فهنا في مدونة الصديقة سارة الحمدان عن أكثر من ١٥ مكان يستحق الزيارة في الرياض عند اعتدال الجو.
- العمل على مشروع ما:
أحب التعلم الذاتي بكل أنواعه، فأنا دائماً مشغولة بشيء جديد اكتشف أسراره، ولقد سهل ذلك وجود الإنترنت والمصادر المجانية. لا شيء يضاهي متعة تعلم حرفة جديدة، فأنا أشعر بالنشوة عندما اخبز كعكاً، أو أحيك وشاحاً، أو ارسم لوحة باستخدام الألوان المائية. ولأننا نعتكف في البيت كثيراً في ليالي الشتاء القارصة، فالعمل على مشروع ما داخل المنزل فكرة مثالية ويعطي الحس بالإنجاز.
أمثلة على مشاريع ملهمة:
تعلم فن الكروشية
مشاهدة وثائقيات عن التاريخ، والفن، واللغات
تعلم لغة جديدة
قراءة رواية لطالما أردت قراءتها
الانضمام إلى دورة على الانترنت لتطوير الذات (إدارة المشاعر، فن التواصل…)
كتابة اليوميات/ تدوينات
ترتيب البيت والتخلص من الأشياء التي لم تعد تستخدم
إعادة ترتيب الأثاث
العمل على تركيب أحجية الصور المقطوعة (jigsaw puzzle)
- البيت كملاذ شتوي:
هناك لذة عظيمة ترتبط بالجلوس في البيت أثناء الشتاء، أحياناً اعتذر عن مناسبات اجتماعية لأنني أود تمضية الوقت في بيتي لتصفية ذهني وشحن طاقتي، ولهذا أحاول أن يكون بيتي ملاذ دافئ ومريح عن طريق ترتيبه وتنظيفه وجعله منظم وخالي من الفوضى قدر الإمكان، واكتشفت أن اللمسات البسيطة كوضع لحاف ناعم على الكنبة ومخدات مريحة، وإشعال شمعة والاستمتاع بوهجها تغير من مزاجي وتجعلني أتطلع لتمضية المساء في البيت. كما اكتشفت حيلة ذكية دلتني عليها ابنة خالتي وهي تشغيل هذه القناة على التلفاز لتعطي الإحياء بأنني أملك موقد فاخر في غرفة المعيشة، زوجي يضحك عندما اضعها على التلفاز حيث أنها لا تمدنا بأي دفء، لكنها تشعرني بالسعادة، وهذا هو المهم.
- الأناقة الشتوية:
إن ما نلبسه ينعكس علينا إما سلباً أو إيجاباً، فإذا ارتديت ملابس غير متناسقة أو أمضيت طيلة اليوم بملابس النوم فلن أتوقع من نفسي إنجاز مهامي بسرعة أو حتى الاستمتاع بيومي، لكن حينما يكون ما أرتديه متناسق وغير متكلف وبنفس الوقت دافئ، فألاحظ أنني متحمسة أكثر لإنجاز مهامي والأهم من ذلك أشعر أنني بمزاج عالٍ وأستطيع الخروج أو استقبال أي ضيف مفاجئ بأي وقت. اكتشفت لاحقاً بأنني أكره الشتاء لأنني لا أملك شيء جميلاً ويعبر عن ذوقي لألبسه، كل ما أملك مجموعة من الملابس غير المصنفة ذات الألوان الغريبة التي كنت اشتريها بلا تفكير في موسم التخفيضات، لكن عندما وضعت قائمة بالملابس التي تنقصني، والألوان المحايدة التي تعجبني، أصبحت أكثر أناقة وأحب كل ما ألبس لأنها قطع ذات جودة وهي قطع أحتاجها فعلاً.
وأخيراً وبعد هذه التجربة، أيقنت أننا نحن نحدد التجارب التي نخوضها والمشاعر التي نختبرها، وأنا التي أتحكم بمشاعري تجاه أي شي وليس العكس، وأن السعادة ما هي إلا الاستمتاع بالتفاصيل الصغيرة التي نضيفها إلى الروتين اليومي.
أتمنى لكم شتاء رائع كيفما تحبون، شاركوني أفكاركم لهذا الشتاء بالتعليقات يا أصدقاء ..
تدوينة شتائية مبهجة الأهم هي كيف نصنع سعادتنا مِن تفاصيل بسيطة شكراً لك يامها
وشكراً على مرورك وتعليقك الذي أبهج قلبي 🙂
قام بإعادة تدوين هذه على 다읃 قطرب.
تدوينه جميلة بحق كجمال تفاصيل الشتاء هذه!
أحب كثير لما الشخص يسوي شيء تجاه حاجة ماكان يحبها. وأعجبني كثير كيف حاولتي تتأقلمين مع الشتاء.
أحب الشتاء بكل مافيه، ولسعة البرد هذي تنعشني بطريق غريبة وسعيدة جدا بإحالتك لمدونتي .
شكرًا مها استمري بالتدوين الممتع.
يا أهلاً وسهلاً فيك يا نوال، نورتي مدونتي 🙂
شكراً على تعليقك، أسعدني مرورك والله
الله كثير استمتعت واعطيتيني جرعات تفاؤل الله يسعدك❤️
شكراً نوره 🙂
الشتاء أجمل فصل أعيشة بمدينة الرياض وافتقده كثيرا في هذا العام بحكم إنتقالي لمنطقة ساحلية
جميل تعايشك مع الاجواء الباردة ،وقناة المدفأه رائعه تحمست لها رغم دفئ الجو
كعادتك ملهمة مها واقتبست جملتك الجميلة ودونتها في يومياتي ( ان السعادة ماهي الا الاستمتاع بالتفاصيل الصغيره التي نضيفها الى الروتين اليومي )
أهلاً مرام،
شكراً لك، يشرفني أن تكون كلماتي في دفتر يومياتك 🙂
أحب بساطة طرحك .. تدخل القلب بلا مقدمات .. لما نمتن لكل التفاصيل الصغيرة كل الفصول تصير حلوه وجميلة ومُقدرة 💕
تُشبهيني كثيرًا من ناحية حُب الصيف وللأجواء الدافئة وأنفر من الشتاء لكآبة الأجواء والبرد الذي يدخل داخل العظم 💔، لذا هذا الشتاء لم يعُد الأمر كذلك! وبدأت أتغير شيئًا فشيئًا حتى أصبحت أتقبل الشتاء قليلًا وسأبدأ بحُبه – بإذن الله – والتعايش معه 🤎.