سلسلة العيش بخفة: فن اختيار الهدية

SHORPY-MNK145.jpg

أهلاً يا أصدقاء،

كلنا نحب الهدايا سواءً استقبالها أم إعطاءها؛ وبما أن “سلسة العيش بخفة” تتمحورُ حول رفعِ جودةِ الحياة بالتركيز على التجارِب المثرية، وتقليل الاستهلاك والممتلكات بشكل عام، فإننا نحتاج إلى تغيير نظرتنا عن كيفية اختار الهدية، بحيث نتخلى عن فكرة أن تكون متكلفة للغاية وتترك في ميزانيتنا فجوةً لا يمكننا ردمها إلا بعد ثلاثة رواتب شهرية، كما لا يجب أن تكون زهيدةً خاليةً من المشاعر.

لقد تغير مفهوم الهدايا في مجتمعنا وأصبحنا نعطي فقط لنرد هدية سابقة أو نعطي لأننا مضطرون إلى ذلك! ومنذ بدأتُ في هذه الرحلة -رحلة العيش بخفة- أصبحتُ أكثر وعيًا بماذا أعطي، وأخذتُ أسألُ نفسي: إلامَ يحتاج الشخص الذي سأهديه؟ هل سيستخدم الهدية أم سيخزنها ولن يستعملها؟ هل ستضفي لحياته قيمة؟ هل ستساعده؟ هل ستخفف عنه عبئًا ما؟

الخيار الأول دائمًا هو سؤال الشخص نفسه عن الأشياء التي يحتاجها، خصوصًا إذا كان مقبلًا على زواج أو تكوين أسرة؛ فعادةً ما تكون لديه قائمة بالأشياء التي يرغب بالحصول عليها، وسيكون من الجميل مساعدته في توفير بعضٍ من تلك الأشياء. أما إذا كانت الهدية لمناسبة أخرى، فقد صنعت قائمة بالمقترحات إنّما لم أجربها كلها بعد، والغاية منها هي التقليل من الممتلكات المادية والتبذير:

١.  السلع استهلاكية:

أحب إهداء السلع الاستهلاكية لأنها قابلة للنفاد ولا تأخذ حيزًا للتخزين.

مثل:

  • بُن قهوة:

إذا كنتم ستهدون شخصًا متذوقًا للقهوة المختصة، فليس هناك أجمل من منحه متعة الاستمتاع بكوب من القهوة التي تم صنعها بإتقان. من حسن الحظ، أصبح لدينا العديد من بيوت القهوة المحلية التي تقدم بُنًّا ذا جودةٍ ممتازة. خياري المفضل هو البُن البرازيلي من بيت التحميص: طعمه سلس للغاية والمرارة ليست طاغية.

  • شاي:

أما إذا كنتم ستهدون شخصًا متذوقًا للشاي الفاخر، فاختاروا له علبة تحتوي على عدة أنواع من الشاي، وامنحوه متعة توسيع خياراته في أنواع الشاي التي تعجبه! الشركة التي اكتشفتها مؤخراً بناء على توصية إحدى صديقاتي هي شركة ديفيد تي الكندية.

  • شوكولا فاخرة:

لقد لاحظت أنه قلما يشتري الأشخاص صندوقًا من الشوكولا الفاخرة لأنفسهم؛ لذلك منحُ أحدهم هدية للاستمتاع بها مع كوب من الشاي بالخزامى أو فنجان من القهوة العربية بعد يوم متعب في العمل قد تكون مثالية للأشخاص الذين يقدرون طعم الشوكولا ذات الجودة. جربت مؤخراً تشكيلة رائعة من محلي أمورينو  وجيف دي بروج 

  • أصيص ونبتة:

من الأشياء التي أهديتها مؤخرًا ولاقت إعجابًا لم أتوقعه هي النباتات!

اختاروا نبتة متوسطة الطول من مشتل أو حتى من السوبرماركت (حصلت عليها من التميمي) ثم اشتروا لها أصيصًا جذابًا. شخصيًا أحب استخدام السلال المصنوعة من القش ووضع النبتة داخلها بأصيصها البلاستيكي حتى لا يُفسد الماء السلة. أرفِقوا معها بطاقة -من صنعكم أيضًا- وتعليمات العناية والري.

  • طبق من صنع أيديكم:

هناك شيء من الحميمية في إهداء طبق من صنع أيديكم، خاصة إذا كنتم تتقنونه!

الطبق الذي أُعرف به هو كعك برقائق الشوكولا وخليط من جوز الهند والبندق المجروش؛ ولذا أحب أن أهديه وأرفق معه الوصفة بخطي -وإن كنت لا أحبه- مع قنينة حليب طازج.

٢.  تجارب:

يحتل إهداء التجارب المركز الأول في الأشياء التي أحب أن أهديها -وأستقبلها بالطبع-؛ لأنها تصقل الشخصية، وتنمي ذائقة الشخص في شتى المجالات.

  • تذاكر حفلة/ حدث ترفيهي:

تشهد المملكة تغيرًا هائلًا في مجال الترفيه، فهناك العديد من الحفلات الموسيقية، والمسرحيات، والمهرجانات التي تقام بشكلٍ دوري. بوسعكم إهداء تذكرتين لحفلة أو عرض ليحضرها الشخص مع صديق له أو حتى لوحده إن كانت ميزانيتكم لا تسمح. ولمعرفة آخر الأنشطة والفعاليات المقامة في الرياض، بإمكانكم الاطلاع على  روزنامة الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني هنا.

  • جلسة استرخاء:

تعد هذه الهدية مثالية للاحتفال بعد بذل جهد شاق في مشروع ما، كهدية التخرج، أو هدية ما بعد الولادة، أو حتى جهد الحياة اليومية. بعض الأشخاص ينسون أهمية الاسترخاء والتمتع بملاذ هادئ وأثرها على الصحة النفسية والجسدية. فإهداؤهم جلسة تدليك، أو بادكير ومناكير، أو حمام مغربي كفيلة بصنع يومهم.

  • تذكرة سفر:

إذا كانت ميزانيتكم تسمح بإهداء تذكرة سفر لمكان تعرفون أن هذا الشخص يتوق لزيارته، فلمَ لا؟ لكن عليكم أولاً استشارته لمعرفة الوقت الذي يناسبه. وبإمكانكم الحصول على تذاكر مخفضة وعروض مذهلة إذا لم تسافروا في المواسم.

٣.  الهدايا الرقمية:

أكثر ما يميز جيلنا أننا الآن نعيش في عالمٍ رقميّ لا يأخذ حيزًا من العالم المادي، وسهّل علينا الحصول على الكثير من المعلومات وتعلم العديد من المهارات ونحن في البيت.

  • دورة عن بعد:

بإمكانكم إهداء عضوية موقع يقدم دورات مخصصة لشخص يحب التعلم واكتشاف كل جديد. مثلًا تقديم دورة تعلم مهارة ما كالطبخ أو البستنة، أو دورة تأهيلية للمتخرجين حديثًا ككيفية كتابة السيرة الذاتية، والبحث عن وظيفة، أو دورة تعليم لغة (إنجليزية، أو فرنسية، أو إيطالية إلخ…)، أو دورة حِرَف يدوية كالكروشيه والخياطة والتصوير.

من أفضل المواقع التي أنصح بها هي:

https://www.lynda.com

https://www.udemy.com

https://www.craftsy.com

وهنا مقترحات أخرى للهدايا الرقمية أيضًا:

  • اشتراك نيتفليكس.
  • كتب صوتية من أدوبل، أمازون.
  • كتب إلكترونية من كندل، أمازون.
  • كرت آي تونز.
  • كرت هدايا من أمازون.

 

٤.   وقتك وخبراتك ومعارفك:

إذا كنتم ضليعين في مجال ما كتصميم المدونات، أو الترجمة، أو كتابة السيرة الذاتية، وما إلى ذلك فإنكم تستطيعون تقديم استشاراتكم كهدية. فأنا مثلاً ترجمت السيرة الذاتية لأخي عند تخرجه وأعدت صياغتها له حتى يمكنه التقديم على وظيفة. ويمكنك أيضًا تقديم هدية مجالسة الأطفال حتى يتمكن الأم والأب من أخذ فترة راحة والاستمتاع بوجبة فاخرة في مطعم ما لوحدهما. أو تعريف أحد أصدقائكم على شخص سيفيده مهنيًّا في غداء عمل حتى يتمكن من تقديم خدماته أو عرض مشروعٍ ما عليه.

أتمنى أن تساعدكم هذه المقترحات في المرة القادمة التي ستهدون فيها أصدقاءكم وأفراد عائلتكم، وأرحب بأفكاركم في التعليقات.


10 thoughts on “سلسلة العيش بخفة: فن اختيار الهدية

  1. حبيت أغلب الأفكار خصوصا الهدايا المتعلقة بالاستجمام و السفر .. 🎈 لورا

  2. اول مرة ادخل مدونتك و حبيت الموضوع
    حطيت المدونة في المفضلة
    تقبلي تحياتي

  3. تدوينة ملهمة عن الهدايا
    وبنظري كلما كانت الهدية قابلة للاستهلاك بالكامل ويمكن اعادة استخدام الادوات المستخدمة في التغليف
    كلما كانت اقرب لنظام الحياة بخفة

اترك رداً على ريم الجاراللهإلغاء الرد